صديقي يطمئن المغاربة بشأن الأمن الغذائي ونواب: مخططات الوزارة “ليبيرالية متوحشة”
اعترف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي بأن الظرفية التي تمر منها البلاد “صعبة”، لكنه بالمقابل من ذلك دافع عن مخططات الوزارة في مجال الفلاحة معتبرا إياها “هامة” لإرساء أسس السيادة الغذائية للبلاد وفق تعبيره، مطمئنا في هذا الصدد المغاربة بشأن أمنهم الغذائي.
ومن جانبها انتقدت المجموعة النيابة للعدالة والتنمية استراتيجيتا الجيل الأخضر والمخطط الأخضر التي تنتهجهما الوزارة المعنية واصفة إياها بـ”السياسة الليبرالية المتوحشة بامتياز والتي سجلت فشلا ذريعا”.
جهود الوزارة
وجوابا على سؤال المجموعة ذاتها المتعلق بالأمن الغذائي بالبلاد في ظل الوضعية المناخية الراهنة، قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب اليوم الاثنين 22 يوليوز الجاري، “إن الأمن الغذائي أولوية استراتيجية للبلا”د، مشيرا إلى أنه “تم وضع منهجية متكاملة تهدف أساسا إلى ضمان تزويد أسواق المنتجات الفلاحية والغذائية بشكل مستمر”.
وواصل أن الإنتاج الوطني يوجه “لخدمة السيادة الغذائية باعتماد الرفع من المردودية والإنتاج لجميع المنتوجات الغذائية وخاصة تلك الأساسية منها”، مضيفا أن المغرب ينفتح على السوق الدولية لاستيراد المواد غير المنتجة محليا في إطار اتفاقيات التبادل الحر.
وأكد أن استراتيجية الجيل الأخضر “تواصل تطوير أسس السيادة الغذائية لتعزيز الأمن الغذائي عبر تنمية وتأهيل السلاسل الفلاحية من خلال 19 عقد برنامج إلى جانب تحسين ظروف تسويق المنتوجات الفلاحية وهيكلة وتحديث سلاسل التوزيع”.
مخططات “فاشلة”
وفي تعقيبها على كلام الوزير، قالت النائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية ربيعة بوجة إن أقوى تحدٍ يواجه المغرب اليوم هو ضمان الغذاء ومواجهة التغير المناخي، وتابعت النائبة إياها أنه رغم الاستراتيجيات التي تحدث عنها الوزير، تراجع المغرب بـ3 درجات في مسلسل الأمن الغذائي.
واستشهدت بوجة بكلام صندوق النقد الدولي الذي أكد وفقها أن المغرب أنهى السنة الماضية بمعدل تضخم بلغ 6 بالمئة ويواجه إلى جانب ذلك ارتفاعا في أسعار المحروقات إضافة لاستمرار موجة الجفاف التي أرخت بظلالها على الأسعار الداخلية.
وحملت النائبة البرلمانية وزير الفلاحة والحكومة كلها مسؤولية هذا الوضع، وتساءلت مخاطبة الوزير محمد صديقي “أين هو إنتاج السكر الذي لا ننتج منه إلا 40 بالمئة” وعرجت بالحديث نحو أسعار اللحوم الحمراء التي قالت إنها بلغت 150 درهما”.
وتحدثت إلى جانب ذلك عن لحوم الدواجن، والتي ساءلت الوزير بشأنها قائلة “لماذا يستغرق الأمر 40 يوما للحصول على دجاجة واحدة” وصلة بهذا الموضوع أشارت إلى المشكل الحاصل في العلف.
وعلى صعيد آخر انتقدت النائبة البرلمانية تدبير الوزارة للإشكال المتعلق بالتين الشوكي وقالت في هذا الصدد إن “الصبار الذي كانت تعيش منه آلاف الأسر والتي كانت تباع بدراهم معدودة أضحت تباع اليوم بأثمنة باهضة”.
وردت المتحدثة إياها على كلام رئيس الحكومة عزيز أخنوش الذي أكد وفقها في محطات سابقة أن البلاد تتميز بالوفرة من ناحية المنتجات الغذائية لتقول “إن الوفرة موجودة نعم لكنها موجهة للخارج” مستشهدة بأرقام المندوبية السامية للتخطيط التي أكدت التراجع في الإنتاج، تضيف بوجة.
وخلصت المتحدثة إلى أن كل من استراتيجيتي الجيل الأخضر والمخطط الأخضر “هي سياسة ليبرالية متوحشة بامتياز سجلت فشلا ذريعا” وفق تعبيرها معبرة أمام ذلك “عن أسفها لكون أن المغرب ما يزال يستورد الحبوب والبذور بل يتصدر الدول التي تفعل ذلك، حسب كلام النائبة البرلمانية.