شروط الولوج للماستر تُربك الطلبة وعميد كلية يوضح معايير الانتقاء

في أعقاب إلغاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للامتحانات الكتابية والشفوية الخاصة بولوج سلك الماستر، والاعتماد، بدل ذلك، على عملية الانتقاء من خلال دراسة الملفات، برزت مطالب طلابية بتوضيح المعايير المحددة، وذلك تزامنا مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد.
ويعتبر الطلبة الموجزون والراغبون في الولوج إلى سلك الماستر، أنه بعد قرار إلغاء الامتحانات، لا تزال معايير الانتقاء غير واضحة بشكل كاف، رغم أن موعد التسجيل قد حان، ولا زال الطلبة ينتظرون معرفة مصيرهم الدراسي، وهو ما يثير حالة من القلق والارتباك بينهم.
وفي هذا السياق، اطلعت صحيفة “صوت المغرب” على عريضة طلابية بخصوص تأخر نشر الملفات الوصفية لسلك الماستر ومشاكل التسجيل قبل اعتمادها، حيث وجهت العريضة إلى الجهات المسؤولة ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والوكالة الوطنية لتقييم جودة التعليم العالي.
وجاء ضمن العريضة، “كطالب مترشح للتسجيل بسلك الماستر، أتقدم بهذه العريضة لأعبر عن قلقي بشأن تأخر نشر الملفات الوصفية للمسالك بعد التعديلات الأخيرة في دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الماستر، وكذلك بدء عمليات التسجيل قبل اعتماد الملفات الوصفية الجديدة”.
وأكدت العريضة أن “المشكل الأساسي المطروح هو تأخر نشر الملفات الوصفية، وهو ما يحرم الطلبة من معرفة معايير الانتقاء الجديدة للمسالك، ويضعهم في حالة ارتباك وعدم وضوح في اختيار الماستر المناسب الذي يتلاءم مع مسارهم الدراسي”.
وأضافت أن “بدء التسجيل قبل اعتماد الملفات الوصفية يجعل عملية اختيار الطلبة غير عادلة، وقد يؤدي إلى تسجيل بعض الطلبة دون توفر الشفافية الكافية حول المعايير الجديدة، وهو ما قد ينعكس سلبا على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين”.
وحذرت الوثيقة من التأثيرات المترتبة عن هذا الغموض والتأخر، مشيرة إلى أنه يؤدي إلى الارتباك والتوتر بسبب غياب المعايير الواضحة، كما يطرح احتمال تسجيل طلبة لم تتوافق ملفاتهم مع المعايير الجديدة، مما يخل بمبدأ التكافؤ في الانتقاء.
وفي غضون ذلك، طالب المصدر ذاته بضرورة الإسراع بنشر الملفات الوصفية لجميع مسالك الماستر قبل أي تسجيل جديد، لاطلاع الطلبة على المعايير المطبقة، مع التأكيد على ضرورة وضوح هذه المعايير أمام الجميع.
كما دعت العريضة إلى تأجيل التسجيل إلى حين اعتماد الملفات الوصفية رسميا، بهدف الحفاظ على عدالة الانتقاء، فضلا عن توضيح جميع المعايير الجديدة للطلبة عبر المواقع الرسمية للجامعات والبوابات الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض.
وفي هذا الصدد، أوضح عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور، علي ازديموسى، أن المبدأ الأساسي في دفتر الضوابط الجديد الخاص بولوج الماستر هو الانتقاء عبر دراسة ملفات الطلبة، مبرزا أن هذه الملفات تشمل عناصر متعددة مثل عدد الميزات المحصل عليها، المعدل العام، عدد سنوات الدراسة في الإجازة، إضافة إلى مدى ارتباط تخصص الإجازة بالماستر المطلوب.
وأكد العميد في تصريحات صحافية، أن هذا الانتقاء الأولي يظل هو القاعدة الأساسية في قبول الطلبة، لكنه أشار إلى أنه لا يزال هناك نقاش داخل الوزارة حول إمكانية اعتماد وسائل أخرى إلى جانب دراسة الملفات، وذلك لضمان تقييم أكثر دقة للطلبة المرشحين.
وأوضح أن “هذه الوسائل الإضافية قد تشمل الامتحان الشفهي، وربما حتى الامتحان الكتابي، غير أن الاعتماد عليها سيكون بشكل محدود جدا، بحيث لا تتجاوز نسبتها 25 في المائة من النقطة الإجمالية الخاصة بالولوج إلى سلك الماستر”.
ولفت العميد إلى أن هذه التوجهات جاءت بناء على اجتماعات متعددة بين الأساتذة ومنسقي المسالك، والتي رفعت توصياتها إلى عمداء الكليات، “بغرض إيجاد صيغة تضمن العدالة والشفافية في عملية الانتقاء، مع الحفاظ على فرص متكافئة لجميع المترشحين”.
وأشار ازديموسى إلى أن هذه الإجراءات تندرج في إطار التوصيات الرسمية للوزارة الوصية، التي تهدف إلى رفع عدد الطلبة المقبولين في سلك الماستر خلال السنوات المقبلة، وضمان حق الموجزين المتخرجين من كل مؤسسة في متابعة دراستهم العليا داخلها، بما يعزز استمرارية المسار الأكاديمي ويوسع قاعدة الاستفادة.