story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

شتاء ثالث في الخيام.. متضررون من زلزال الحوز يواجهون البرد والنسيان

ص ص

للشتاء الثالث على التوالي لازال العديد من متضرري زلزال الأطلس الكبير، يكابدون معاناتهم التي لا تنتهي في انتظار إعادة إيوائهم رغم مرور أكثر من سنتين على الكارثة التي ضربت منطقة الحوز ومناطق آخرى ليلة 8 شتنبر 2023، بحيث يزداد حجم المعاناة مع حلول فصل الشتاء من كل سنة، كون العديد منهم ما يزال يقيم في خيام بلاستيكية هشة لا تصمد أمام الرياح ولا الأمطار ولا البرد القارس.

وقد عاش العشرات من المتضررين بمنظقة الحوز، يوم الجمعة 14 نونبر 2025، ليلة حالكة جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة والتي غمرت خيامهم المهترئة وضاعفت آلامهم التي لا حدود لها.

وفي هذا السياق كشَف منتصر إثري، أحد المتضررين من زلزال الحوز، عن واقعٍ مأساوي تعيشه جماعات أغبار وإيغيل وإمي نتلا وأدسيل، وعدد من دواوير إقليمي الحوز وشيشاوة، حيث تستقبل الأسر المتضررة فصل الشتاء الثالث على التوالي داخل خيام بلاستيكية لا تصمد أمام الرياح ولا الأمطار ولا البرد القارس.

وأكد أنه على الرغم من مرور عامين وشهرين على الفاجعة، ما تزال مئات الأسر محرومة من التعويضات ومن الدعم اللازم لإعادة بناء منازلها.

وأوضح إثري في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن المتضررين خاضوا عاماً كاملاً من الاحتجاجات ورفع الصوت في الساحات مطالبين بتسوية الملفات العالقة وتعميم التعويض ليشمل المقصيين والمحرومين. غير أن ما واجهوه، حسب قوله، “هو تصريحات رسمية متناقضة واجتهادات فردية تزيد الأزمة تعقيداً بدلاً من حلّها”.

وجدّد المتحدث مطالبته لوزير الداخلية بفتح تحقيق شامل في “الخروقات التي شابت تدبير هذا الملف”، ومحاسبة كل المتورطين، مع ضرورة الإسراع في تسوية جميع الملفات بما يضمن للمتضررين حقهم الطبيعي في السكن اللائق والدعم والإنصاف.

وأكد أن أي حديث عن “جيل جديد من التنمية” سيظل مجرّد خطاب فارغ، ما دامت أسر منكوبة تستقبل الشتاء بخيام مهترئة، محرومة من أبسط حقوقها الإنسانية.

من جانبه، قال محمد الديش، المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، إن سكان الحوز والمناطق المتضررة بالأطلس الكبير يعيشون شتاءهم الثالث داخل الخيام، في ظل “غياب استجابة فعلية من الدولة والحكومة والمؤسسات المعنية لمعالجة أوضاعهم منذ الزلزال”.

وأكد أن هذا الوضع يعكس تراكم سنوات من التجاهل، مقابل استمرار الحكومة في تقديم معطيات “ورقية” لا تمتّ بصلة للواقع الذي تعيشه الأسر في الميدان.

وأوضح الديش، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الخيام لا تزال تحتضن عائلات كاملة برجالها ونسائها ومسنّيها وأطفالها وسط برد قاسٍ وظروف لا تليق بالكرامة الإنسانية، رغم الخطاب الرسمي الذي تحدث مراراً عن تقليص عدد الخيام.

وأضاف أن تصريح مدير الوكالة المعنية قبل أكثر من سنة، والذي قال فيه إن “47 خيمة فقط هي المتبقية”، جاء بعد “حملة لإزالة الخيام البلاستيكية بالقوة، ونقل سكانها إلى مساكن غير مكتملة أو متضررة جزئياً، أو دفعهم إلى نصب خيامهم بعيداً عن الأنظار لإخراجهم فقط من الواجهة”.

وأشار الفاعل المدني إلى أن الواقع اليوم يكشف استمرار وجود عدد كبير من الأسر داخل الخيام، بينما تُصرّ الحكومة على تقديم أرقام لا تعكس المشهد الحقيقي، إضافة إلى وجود متضررين تم “إقصاؤهم” من اللوائح لأسباب غير مقنعة.

وأكد أن من واجب الحكومة دراسة ملفات هؤلاء حالةً بحالة، وفتح تحقيق ميداني مستقل كان مطلباً متكرراً لحقوقيين وبرلمانيين، لكنه لم يتحقق إلى اليوم، “ربما لتفادي كشف سوء تدبير الملف وفشل الجهات المسؤولة في معالجة آثار كارثة كانت أصغر بكثير مما يمكن أن يواجهه المغرب مستقبلاً”.

وشدد محمد الديش على أن الحكومة، وهي في أشهرها الأخيرة، مطالبة بمراجعة هذا الملف بشكل عاجل، واعتماد حلول واقعية تشمل دعماً إضافياً ومقاربات اجتماعية أكثر إنصافاً، بدل المقاربات الزجرية أو الاكتفاء بإحصائيات “مُطمئِنة” لا تعكس الحقائق على الأرض.

وخلص المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل إلى التأكيد على أن ملف الحوز أصبح اليوم “أكبر دليل على فشل الحكومة في جانبها الاجتماعي”، إلى جانب ملفات أخرى لا تزال ترهق المواطنين في مختلف مناطق المغرب.