سلامة الفراولة المغربية تثير الجدل في إسبانيا و”أونسا” تحقق في الأمر
تجدد الجدل مرة أخرى بشأن جودة الخضر والفواكه المغربية المصدرة نحو إسبانيا والاتحاد الأوربي، بعد أن أثارت صحف إسبانية الحديث حول ضبط وجود مواد سامة بفاكهة الفراولة المصدرة نحو إسبانيا، وهو الأمر الذي أدى بمزارعي هذا البلد بمطالبة حكومتهم بالتدخل العاجل، بينما فتح باب التحقيق في هذه الادعاءات هنا في المغرب.
رواية المزارعين الإسبان
ونقلت وسائل إعلام إسبانية عن جمعية المزارعين في فالينسيا الإسبانية قولها إن “الفراولة القادمة من المغرب تحتوي على مواد سامة تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ”، موجهة بناء على ذلك إنذارا للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، بينما طالبت حكومة بلادعم “باتخاذ إجراءات عاجلة” في هذا الصدد.
وقال الإنذار الذي رفعته الجمعية السالفة الذكر إن “تصنيف الآثار المترتبة عن هذه الفراولة، تتصف بدرجة عالية من الخطورة، لأن المواد السامة التي تحتوي عليها تتجاوز الحد الأقصى المسموح به، وتؤكد بالتالي أنها تشكل خطرا على الصحة العامة، مرجعة إلى أن ذلك قد يكون ناتجا بسبب ري المزروعات بالمياه العادمة”.
وقالت المصادر ذاتها إن هؤلاء المزارعين المنتمين إلى هذه الجمعية قد راسلوا وزير الفلاحة ببلادهم، لويس بلاناس، داعين إياه “أن يطلب بشكل عاجل من الحكومة المغربية تقديم توضيحات بهذا الخصوص ومعرفة التدابير التي تعتزم اتخاذها لمنع حدوث هذا النوع من الحوادث مستقبلا”.
تواصلت “صوت المغرب” مع المكتب الوطني للسلامة الصحية “لونسا” والتي أكدت توصلها بإنذار من الجانب الإسباني، وقال مصدر من المكتب إن “المصالح المختصة بلونسا تجري بناء على الإنذار الذي توصلت به الاختبارات اللازمة من أجل البت في صحة هذه الادعاءات من عدمها”.
قصص تكرر نفسها
وليست هذه المرة الأولى التي توجه فيها أصابع الاتهام إلى الخضر والفواكه المغربية تحت ذريعة السلامة الصحية، وتزايد هذا الخطاب عند الإسبان في سياق يخوض فيه المزارعون في هذا البلد “ثورة” ضد سياسات بلادهم “التي تعتمد علة استيراد المنتوجات الفلاحية خاصة من المغرب”.
وهو الأمر الذي يثير حنق المزارعين الإسبان، إذ كشفت تقارير إسبانية أن المزارعين الإسبان بعد اعتراضهم لشاحنات مغربية محملة بالخضر، أخذوا عينات منها إلى المختبرات ليثبتوا أنها تحتوي على مواد محظورة يقولون إنها مضرة بصحة الإنسان.
وآخر هذه المساعي تتعلق حسب ما نقلته صحيفة “أوكيذياريو” الإسبانية بأن المزارعين أجروا تحليلات على الفول المغربي، كشفت عن احتوائه على 0.029 مليكرام من مادة إيمامكتين بنزوات، لكل كيلوجرام، وهو أحد المبيدات الحشرية المستخدمة لعلاج الخضروات.
وتقول التقارير ذاتها إن هذه النسبة تتجاوز بكثير النسبة السليمة المسموح بها في الاتحاد الأوربي والتي حددت في أقل من 0.01، ويقول المزارعون الإسبان إن هذه النسبة المرتفعة عن الدرجة الطبيعية بثلاثة أضعاف تشكل خطرا على صحة الإنسان.
وأوضحت الصحيفة إنها ليست المرة الأولى التي يدق فيها ناقوس الخطر بشأن سلامة المنتوجات الفلاحية المغربية المصدرة إلى الخارج وهو الأمر الذي كان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، يخرج لنفيه في كل مرة.
ويتخذ المزارعون الإسبان المحتجين منذ أسابيع من “تكرار” وجود مواد محظورة بخضر المغرب وفواكه ذريعة أخرى من أجل الحث على فرض قيود على دخول الشاحنات المغربية إلى بلادهم وعبرها إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي.
وفي خضم هذا الحراك الذي تشهده إسبانيا في أوساط مزارعيها، انتعش خطاب الفلاحين المعادين لدول الجنوب بما في ذلك المغرب، مدفوعين بخطاب اليمين المتطرف.