سبتة المحتلة تطالب إسبانيا بالحد من “الهجرة السرية” دون الاعتماد على المغرب
طالب رئيس حكومة سبتة المحتلة، خوان فيفاس، من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بالتدخل “العاجل” لاتخاذ إجراءات قانونية وهيكلية، بهدف إدارة تفاقم أزمة “الهجرة السرية” ومراقبة المحيط الخارجي للمدينة، دون الاعتماد على جاره الإفريقي المغرب.
وحسب ما أفادته تقارير إعلامية إسبانية، فإن فيفاس، طلب عقد لقاء رسمي يجمعه ووزيرة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، إلما سايز، لمناقشة مشكل تدفق المهاجرين غير النظاميين على المدينة الحدودية، وذلك على هامش أول زيارة رسمية لها مرتقبة إلى الثغر المحتل، الأسبوع المقبل.
كما تطالب الحكومة المحلية لسبتة المحتلة، التي يقودها الحزب الشعبي الإسباني، بنقل القاصرين الذي استطاعوا العبور إلى المدينة، إلى مراكز إيواء أخرى في مدن إسبانية، نظرا للطاقة الاستعابية لمركز المدينة التي لم تعد تستوعب قدوم مهاجرين آخرين.
ووفق ما سجلته مصادر من المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، في تصريحات لذات المصادر، فإنها حذرت الحكومة المركزية من “العودة إلى تسجيل عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين، خصوصا القاصرين غير المصحوبين بذويهم”، مشيرة إلى أنها أزمة إنسانية تقترب منها إسبانيا بالفعل، وهو ما يستدعي القيام بإجراءات قانونية محددة من الدولة للحد من هذه الظاهرة”.
هذا، وتضاعف عدد القاصرين، ثلاث مرات منذ بداية العام، إذ يقترب عددهم في الوقت الحالي من 300 قاصر، مما أدى إلى إعادة فتح أماكن الإقامة الطارئة التي تم إغلاقها قبل عام.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة سبتة المحتلة تعيش في الأسابيع الأخيرة على وقع ضغط كبير من طرف المهاجرين السريين، الذين يعرف عددهم تزايدا مستمرا، خاصة مع محاولاتهم المتكررة للعبور، برا أو بحرا.
وتشير المعطيات الأخيرة لوزارة الداخلية الإسبانية إلى أن مدينة سبتة المحتلة سجلت وصول ما يعادل 743 مهاجر غير نظامي إلى ترابها، في الفترة ما بين 01 يناير و15 مارس، أي بزيادة 312.8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة خلال العام الماضي.
وكما أفادته المصادر ذاتها فإنه ينتظر أن تطالب حكومة سبتة المحتلة بتمويل أوروبي، من خلال صندوق اللجوء والهجرة والإدماج (FAMI) ومسار الطوارئ EMAS، كما حدث في سيناريو عام 2021، عندما تلقت ما يقرب من 24 مليون يورو للاستقبال الفوري ونفقات الإقامة للمهاجرين وتعليمهم، وأيضا لتدبير أزمة القاصرين الأجانب.
وفي فبراير الماضي، جمع لقاء رسمي بين وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا و رئيس سبتة المحتلة بمدريد، حيث ناقشت خلاله مشكل الهجرة، بعدما شهدت سبتة الشهر الماضي تدفقات كبيرة من طرف المهاجرين السريين.
وفي حديث آخر، كان لافتا الإشادة الإسبانية بجهود المغرب في مكافحة “الهجرة السرية”، خلال زيارة وزير الداخلية الإسباني، إلى المغرب، والتي جمعته مع نظيره المغربي، عبد الوافي لفتيت خلال شهر يناير الماضي بالرباط، حيث تم التطرق إلى وجود تراجع بنسبة “41 بالمائة” في معدل الهجرة غير النظامية نحو سبتة ومليلية المحتلتين.