story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

ساري حنفي: الإنتاجات العربية تدعم المشاريع الاستبدادية

كتابات السوسيولوجيين العرب..لصالح المجتمع أم لصالح أنظمة الحكم؟
ص ص

استعرض ساري حنفي، الأستاذ في علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت، اليوم، أمام طلبة وأساتذة السوسيولوجيا، الذين التأم جمعهم برحاب قاعة محاضرات كلية علوم التربية بالرباط، أبرز الاختلالات التي تشوب الإنتاجات العربية في حقل علم الاجتماع، خاصة أنها في مجملها داعمة للمشاريع الاستبدادية للأنظمة الدولية الحاكمة، موضحا أن “جميع الدول العربية استبدادية بدرجة تتفاوت بين 70 بمائة و100 بالمائة”.

المحكي واللامحكي

استهل الرئيس السابق للجمعية الدولية للسيسيولوجيا، ساري حنفي محاضرته، بتسليط الضوء على أولى الإكراهات التي تعيق الإنتاج المعرفي العربي، والمتعلقة أساسا بمشكلة في الهوية الوطنية للشعوب العربية، واختيار الكتاب دراسة مواضيع سطحية، في غياب للجرأة أمام المواضيع المسكوت عنها، باعتبار أن معظم الكتابات العربية في مجال علم الاجتماع، تبقى ذات طابع كوني/محلي.

وقدم المحاضر أمثلة عما أسماه “اللامحكي من الموضوعات” كالاقتصاد السياسي والفقه، والفقر المجتمعي الذي تناولته دراسات تعد على رؤوس الأصابع، والأنكى أنها لا تتعدى كونها خرائط تموضع الفقر وصفيا ولا تحلله، ولا تزعم دراسة الدين بوصفه ظاهرة للبحث عن الأمراض الكامنة فيه كالعنف مثلا”.

الإشكال الهوياتي

أخبر حنفي الحضور، أن هنالك مشكل هوياتي في الكتب السوسيولوجية العربية، قائلا: “برأيي من حيث المبدأ ليس هناك مشكل في القول إن هناك علم اجتماع إسلامي وعلم اجتماع مغربي، لكن يجب أن يكون بمعنى معين يبين الخصوصية بعدما استنفذ علاقته بالعلم، ليست لي حساسيات تجاه أي تعبير لساني لكن وضح لي أين الخصوصية؟ نشعر فقط أننا في أزمة ونحاول الرجوع إلى الذات والجماعة”.

وأوضح حنفي أن ابستمولوجيا السوسيولوجيا فيها نواة صلبة وهناك محاولات لدفعها باتجاه هوياتي، مضيفا بالقول إنه “لازم أن أؤكد أنه ليس هناك شيء في حد ذاته يسمح بالاندفاع بشكل مبالغ لتشكيل سياسات هوياتية، مع أن الوطنية شيء صحي لكن ممكن أن يصبح خطابا سياسيا معاديا، على سبيل المثال الخطاب الإسرائيلي خطاب وطني وفيه جزء ديني، لكنه في الأخير تحول لسياسة هوياتية”.

الكتابات السوسيولوجية العربية تدعم الدول الاستبدادية

وأفاد ساري حنفي، أن جزء كبير من الإنتاج المعرفي العربي وصفي، والدراسات الوصفية هي الامتداد إلى المعيارية الليبرالية الرمزية التي تكشف على المجتمع المدني بشكل ضيق، مبررا ذلك بالاستمارات التي تخرج على شكل تقارير غير كافية وليس معرفة مفيدة بالشكل الكافي وتدعم مشاريع التحديث للدول الاستبدادية.

وأوضح المحاضر، أن أحد أهم مهام السوسيولوجيا هو عقلنة الجدل في المجتمع المدني من خلال الدفاع عنه، بوصفه ” الجدل الذي ينتجه المجتمع المدني باعتباره وسيط بين السلطة والناس” وأن السوسيولوجيا العربية لا تؤدي هذه الوظيفة، بإقصائها أجزاء مؤثرة في المجتمع كالمساجد والكنائس ورجال الأعمال.

وفي معرض محاضرته، قال حنفي إن: “الدفاع عن المجتمع المدني هو اهتمام بدعم الأفراد بقوة لمواجهة الهيمنات سواء كانت من الدولة او من السلطة أو حتى لوغاريتم مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الأبحاث العربية الحالية تذهب في اتجاه إسعاف مشاريع الدول الاستبدادية وليس الأفراد، ببساطة لأن جميع الدول العربية استبدادية بدرجة تتفاوت بين 70 بمائة و100 بالمائة”.

وضرب حنفي أمثلة عن الدول الاستبدادية القمعية للجدل المجتمعي قائلا: “أصبح من الصعب وجود دراسة فيها انتصار للمجتمع المدني في دولة مغلقة كثيرا كالجزائر وسوريا ودول الخليج”.

الانفصام وتعويض الفضاءات

وأشار حنفي لإشكالية أخرى تعانيها الكتابات السوسيولوجية العربية، التي تفصل الفضاءات العلمية كعلم الاقتصاد والاجتماع والسياسة والدين، غير متأثرة بالمدارس البراغماتية التي ركزت على أن المجتمع يدرس بتعاضد الفضاءات، وجمع جميع المنطقيات”.

ويقول المحاضر: “إن هناك دراسات في رأيي بالغت في التوجه الثقافي كالمشاكل التراثية الثقافية” وهنا يظهر حسب حنفي دور الرأسمالية في استغلال النسق الثقافي والتاريخي.