زياش ودياز
لائحة لاعبي المنتخب الوطني المغربي الذين شاركوا في المبارتين الوديتين الأخيرتين ضد كل من موريتانيا وأنغولا كانت قد عرفت أكبر مستجد تحدث عنه العالم بأسره، ألا وهو قدوم إبراهيم دياز ليحمل قميص المغرب بدلا عن إسبانيا إثر جدل كبير رافق هذا الإختيار.
نجم ريال مدريد بدا واضحا أنه خلال “المفاوضات” التي أجراها مع فوزي لقجع ووليد الرݣراݣي، تم تمرير رسالة واضحة إليه مفادها أنه سيصبح النجم الأول للمنتخب الوطني، وسيحمل رقم 10 وله كل الصلاحيات ليقود خط الهجوم بالطريقة الفردية التي تبدو مناسبة له، والتي بإمكانها فك عقدتنا مع تسجيل الأهداف، وقد ظهر ذلك جليا خلال المبارتين الوديتين، حيث اعتمد على مهاراته الفردية وعلى قدرته الرهيبة في اختراق دفاعات الخصوم واللعب الفردي الذي يترك كثيرا زملاءه يتفرجون عليه وهو يحاول لوحده وسط “غابة من الأرجل” للوصول إلى المرمى.
إلى هنا إبراهيم دياز كان يطبق ما تم الإتفاق عليه تقنيا قبل القدوم الرسمي إلى الرباط، لكنه ربما لم يكن يدري أن هناك لاعبا آخر يملك أيضا صفة “نجم المنتخب”، و”قائد خط الهجوم ” وقد يتضايق طبعا من هذه “المنافسة” التقنية فوق أرضية الملعب بحكم أنهما يلعبان معا بالرجل اليسرى ويلعبان في نفس المركز تقريبا، وأيضا المنافسة الرمزية على صفة النجومية الأولى للمنتخب، المقصود هنا هو “العميد” حكيم زياش.
أي متتبع يفهم قليلا في أبجديات كرة القدم لابد أنه لاحظ خلال مباراتي موريتانيا وأنغولا أن حكيم زياش كان متضايقا من “طريقة” اللعب الجديدة التي تبنى في شقها الهجومي كثيرا على سرعة ومهارة إبراهيم دياز، لوحظ ذلك من خلال تغيير مركزه باستمرار من اليمين إلى اليسار وإغراقه في اللعب الفردي والتسديد ومحاولته تنفيذ جميع الكرات الثابتة، وكان يظهر عليه انفعال كنا قد نسيناه منذ مرحلة ما قبل إبعاده من طرف وحيد خاليلوزيتش.
هو مشكل آخر قد يتطور مستقبلا لينضاف إلى المشاكل الكثيرة التي تواجه وليد الرݣراݣي في إعداد تشكيلة منسجمة من كل اللاعبين العالميين الذين يتوفر عليهم المغرب حاليا، ومبارتا الشهر القادم للفريق الوطني إن لم يجد فيها الآلية المناسبة للتوفيق بين زياش ودياز في خط الهجوم، فسيزيد ذلك آداء المجموعة تواضعا وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الضغط الجماهيري على كل مكونات المنتخب، والمطالبة بتغيير جذري شامل قد لا يأتي بجديد على بعد مدة قصيرة من “الكان” المقبل.