story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

زيارة ماكرون إلى المغرب تثير شهية الصناعة العسكرية الفرنسية

ص ص

من المتوقع أن تعيد الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، في غضون الأيام المقبلة، الدفء للعلاقات بين الرباط وباريس المفقود منذ سنوات، بسبب أزمة ديبلوماسية تجاوزها البلدان في الشهور الأخيرة بعد الاعتراف الفرنسي الرسمي بمغربية الصحراء شهر يوليوز المنصرم.

زيارة ماكرون إلى الرباط تثير معها شهية الشركات الفرنسية المتخصصة في الصناعة العسكرية، بحيث تتحدث وسائل إعلام فرنسية عن صفقات بيع مروحيات عسكرية وغواصات فرنسية إلى المغرب.

وقالت صحيفة “لا تريبين” (La tribune) الفرنسية إن شركة “إيرباص” (Airbus) للمروحيات تجري مفاوضات مع المغرب بشأن طلبية كبيرة لشراء مروحيات “كاراكال” (Caracal)، قد يصل عددها إلى 18 طائرة، 12 منها للقوات الجوية و6 لقوات الدرك.

وحسب نفس المصدر، فإن قيمة الصفقة تقدر تقريبا بين 600 و800 مليون يورو (حوالي 6 إلى 8 ملايير درهم).

ومن ناحية أخرى، اختار المغرب شركة “إمبراير” (Embraer) البرازيلية لتزويد قواته الجوية بحوالي 6 إلى 8 طائرات نقل تكتيكية جديدة من طراز C-390 Millenniums.

كما تجري شركة “إيرباص” (Airbus) مفاوضات مع شركة الخطوط الملكية المغربية بخصوص صفقة لبيع طائرات من طراز A220 وA320 وA330، بحيث تسعى الشركة المغربية لتجديد جزء من أسطولها الجوي الذي تسيطر عليه شركة “بوينغ” (Boeing) الأمريكية، باستثناء عدد قليل من الطائرات التي تم اقتناؤها من شركة “إمبراير” (Embraer) البرازيلية (Embraer 190) و”الشركة المصنعة الأوروبية” (ATR)، المملوكة بنسبة 50-50 لشركة Airbus وLeonardo (ATR 72-600).

من جانبها، تواجه شركة “نافال غروب” (Naval Group) الفرنسية المتخصصة في مجال الدفاع البحري والطاقة البحرية المتجددة، منافسة قوية من طرف شركة أحواض بناء السفن الكورية الجنوبية (Hanwha وHyundaï) لبيع غواصتين للمغرب وبناء غواصة أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن الشركة الفرنسية باتت تواجه منافسين شرسين يقدمون غواصات أرخص ولكنها مجهزة بنفس التكنولوجيا التي طورتها “نافال غروب” باستخدام تقنية Saft (بطاريات ليثيوم أيون).

وتوفر هذه البطاريات ميزة تنافسية، لا سيما ضد الشركة الرائدة في السوق في مجال الغواصات التقليدية ThyssenKrupp Marine Systems (TKMS).

وتقول “لا تريبين” إن كفة الميزان حاليا تميل لصالح الشركة الكورية الجنوبية، موضحة أنه “من المتوقع أن يطلب المغرب غواصات في عام 2025”.

وفي المجال البري، يضيف المصدر ذاته، أن المغرب يبدو أنه بات يبتعد عن الشركات الفرنسية، “حتى لو قامت شركة KNDS France (نكستر سابقًا)، بإدخال بعض التعديلات على العقد الموقع في عام 2020 لبيع 36 مدفعًا من طراز “قيصر” إلى القوات المسلحة الملكية، والتي تم تسليم النماذج الأولى منها في عام 2022.

وترجع الصحيفة الفرنسية سبب ذلك، إلى كون المجموعة الهندية Tata Advanced Systems Ltd (TASL)، وهي شركة تابعة لمجموعة Tata، ستقوم بتشييد مصنع لها في الدار البيضاء لإنتاج المركبات المدرعة ذات العجلات WhAP 8×8 لفائدة القوات المسلحة الملكية مع طموحها لغزو السوق الأفريقية.

وكانت إدارة الدفاع الوطني وشركة “تاتا أدفانسد سيستمز لميتد (TASL)” الهندية، التابعة للمجموعة الدولية (Tata Group)، قد وقعتا شهر شتنبر 2024، شراكة استراتيجية تهدف إلى الإنتاج المحلي للمركبة القتالية البرية (WhAP 8×8) بمصنع (تاتا أدفانسد سيستمز -المغرب) (TASM).

وأشار بلاغ لإدارة الدفاع الوطني، حينها أن التوقيع على اتفاقية الاستثمار هذه، يأتي للاستجابة للطلب المحلي وللتصدير نحو الأسواق الخارجية، مبرزا أن ذلك يدل على طموح المغرب وشركة “تاتا أدفانسد سيستمز لميتد” من أجل التطوير المشترك، لروابط التعاون جنوب-جنوب، وإرساء قطب إقليمي لإنتاج معدات التنقل الدفاعية.

وأكد أن هذا المشروع يضع المغرب في صلب الاهتمام، باعتباره قطبا للتطوير في مجال الدفاع، ويفتح آفاقا واعدة للمستثمرين المهتمين بقطاعي الدفاع والتكنولوجيا المتطورة.

وتابع البلاغ أن الشراكة بين إدارة الدفاع الوطني و تاتا أدفانسد سيستمز -المغرب (TASM)، تندرج ضمن إطار دينامية أوسع لتطوير صناعة الدفاع بالمغرب، بهدف الإرساء التدريجي لاستقلالية استراتيجية، مبرزا أن المصنع سيستفيد من موارد تزويد محلية، مما سيدعم المنظومة الصناعية للمملكة ويخلق فرص شغل جديدة.