زلزال الحوز.. تجار الأزمات يخدشون الوجه الجميل لتضامن المغاربة
كشفت أزمة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق عديدة من المغرب الأسبوع الماضي عن الوجه القبيح لتجار الأزمات الذين يعشقون المتاجرة بمآسي الناس ويتحينون الفرص لمراكمة الأرباح الملوثة بدماء القتلى ودموع المشردين.
ووثقت صور وفيديوهات عديدة لأفعال بشعة اقترفها انتهازيون رأوا في الأزمة التي نعيشها جميعا، فرصة ربح لا تتعوض، استولوا على مواد استهلاكية وسلع تموينية، كانت موجهة لضحايا الزلزال المؤلم، في تصرف قبيح، خدش وجه التضامن الجميل الذي عبر عنه المغاربة قاطبة.
وتفاعلت النيابة العامة بمدينة تمارة مع حادث استيلاء مجموعة من الأشخاص على مساعدات إنسانية موجهة لضحايا الزلزال، وفتحت تحقيقا في أفعال إجرامية حول خيانة الأمانة والاستيلاء على مواد غذائية واستهلاكية تم تجميعها في إطار المبادرات التضامنية لدعم ضحايا الزلزال، منسوبة لثلاثة أشخاص، وهم سائق شاحنة ومساعده ومالك محل للبقالة، وتمكنت من تحديد هوية المشتبه فيهم، وحجز السلع والبضائع المذكورة.
وكشفت النيابة العامة بمدينة تمارة في بلاغ لها أن مصالح الأمن الوطني توصلت بتبليغ من “ناشطة جمعوية تَشتَبِه في قيام سائق شاحنة ومساعده بتغيير وجهة مواد استهلاكية قدّمها متطوعون لفائدة ضحايا الزلزال، وإيداعها بمحل تجاري كائن بمدينة تمارة، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي للتحقق من هذه الأفعال الإجرامية المفترضة”.
من جانب آخر، ظهرت مجموعة من التجاوزات الأخلاقية والممارسات اللاإنسانية، التي أبان عنها مجموعة من الأشخاص الذين تخفوا في جلباب الواجب الإنساني والحس الوطني، منهم من شد الرحال إلى المناطق المنكوبة لتصوير اليتامى والأسر المكلومة، بطريقة مسيئة تمعن بشكل مقرف في استغلال براءة الأطفال والدوس على ما تبقى من كرامة الجرحى والمكلومين، ومنهم من استبد به الجرم حد الرغبة في التنفيس عن نزواته الجنسية، تحت غطاء زواج “الفاتحة” مع فتيات قاصرات لازلن يعشن تحت هول الصدمة من فراق الأهل والأحباب وربما الأحلام أيضا.
هذه السلوكات المشينة جعلت العديد من الأصوات الحقوقية تنادي بالتدخل السريع لمنع من يصفون أنفسهم “بالمؤثرين” من الوصول إلى المناطق التي ضربها الزلزال، وحماية الأطفال هناك، من هذه الانتهاكات اللاإنسانية، مع فتح تحقيق في زواج القاصرات، والتحرش بالنساء ضحايا الزلزال.
ودعت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب في بلاغ لها يوم أمس إلى “اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة والتبليغ عن تجار البشر الذين يستغلون وضعية الكوارث الطبيعية والزلزال من أجل تنفيذ سلوكهم الإجرامي في صفوف الطفلات والأطفال”، مشددة في ذات البلاغ على “التبليغ عن تزويج الطفلات وزواج الفاتحة”.
وفي نفس السياق أوقفت عناصر المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالراشيدية، يوم أمس طالبا في أحد المعاهد الجامعية، للاشتباه في تورطه في نشر محتوى تحريضي يهدد فيه بارتكاب أفعال جنسية، وذلك بعدما “رصدت محتوى تحريضي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، يزعم فيه صاحبه أنه سيتوجه إلى إحدى المناطق المنكوبة بالزلزال بغرض ارتكاب اعتداءات جنسية في حق طفلات قاصرات”، الأمر الذي استدعى فتح بحث قضائي من طرف المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالمدينة أسفر عن تشخيص هوية المشتبه فيه وتوقيفه، يضيف البلاغ.