زكرياء كارتي: أتمنى عودة النقاش السياسي الجاد والقوي
ساعات قليلة قبيل توديع سنة تختزن عدد من الأحداث والوقائع المفرحة والمحزنة التي ستظل راخسة في ذاكرة المغاربة، قال الخبير الاقتصادي والمالي، زكرياء كارتي، إنه يتمنى أن تكون سنة 2024 سنة لعودة النقاش السياسي الجاد والقوي، معتبرا أنه”قد يصمت البعض غضبا ولكن الأخطر عندما يتحول الغضب إلى لا مبالاة، نحن نعيش اليوم عصر اللامبالاة”.
“نحن نعيش فترة صمت رهيبة لم يشهدها المغرب منذ عقود، بينما نعيش في زمن أصبح يُنعت فيه الصامت بالحكيم والمُتكلم بالمتهور والساذج”، يضيف كارتي، في جوابه عن سؤال خصت به مجلة “لسان المغرب” شخصيات مغربية بارزة حول آمالها ومخاوفها من سنة 2024.
وعن المخاوف التي يتوجس منها كارتي، أشار الخبير الاقتصادي إلى “التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي سيعيشها المغرب في الشهور والسنوات المقبلة، خصوصا في خضم الارتفاع الكبير المرتقب لالتزامات الدولة المالية بعد إقرار الدعم الاجتماعي المباشر والزيادات في ميزانيات عدد من القطاعات كالتربية الوطنية والتعليم العالي وغيرهما، وكذلك الاستثمارات في البنية التحتية في أفق تنظيم كأس العالم 2030”.
وتساءل كارتي وهو يستعرض توجساتها من سنة جديدة مليئة بالاتزامات المالية “كيف سنمول كل هذه المشاريع في بلد نسبة النمو الاقتصادي فيه متوسطة؟” مسترسلا “الجواب الطبيعي والأسهل هو الرفع من الموارد خصوصا الجبائية منها، وإذا كان “الضغط الضريبي” على الموظفين قد وصل إلى حد لا يمكن المجازفة برفعه فإن الحل هو في توسيع الوعاء الضريبي”.
ويراهن كارتي خلال السنة التي نشرف على استقبال ساعاتها الأولى على ما هو سياسي أكثر مما هو اقتصادي أو مالي لإنجاح عملية توسيع الوعاء الضريبي التي تعتبر “مهمة صعبة”، مستحضرا قول “الآباء المؤسسين للولايات المتحدة أنه لا توجد ضريبة بدون تمثيلية والتمثيلية لا ترتبط بالديمقراطية الانتخابية فقط ولكن بتعزيز وتفعيل ميكانيزمات المحاسبة”.
ولم يفت كارتي التذكير بضرورة “محاسبة ومعاقبة من هم متورطون في الاختلاسات وسوء التدبير” معتبرا أنه “سوف يرفع من منسوب الثقة عند عموم المواطنين وخصوصا من لا يؤدون الضرائب من المقاولين والمهن الحرة والتجار وغيرهم، وأن المتابعات الحالية لعدد من المسؤولين والمنتخبين هي خطوة في الطريق الصحيح”.