story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

زكرياء عبوب !

ص ص

الشريط الرائج منذ نهاية الأسبوع الماضي، والذي يظهر فيه مدرب نادي الدفاع الحسني الجديدي زكرياء عبوب، وهو يتحدث بانفعال شديد في ندوة صحافية، ويجيب بغضب على الأسئلة الموجهة إليه، يؤكد أن معظم الفاعلين الرئيسيين في البطولة الوطنية ليس بينهم وبين الإحتراف إلا الخير والإحسان، خصوصا في الجانب التواصلي.

فأن تكون مدربا محترفا لكرة القدم تشرف على ناد في بطولة احترافية، يجب أن تكون لك قدرة عالية على تحمل الضغوطات القادمة من مسيري ناديك أو من الجمهور أو من وسائل الإعلام، وعلى تلقي الأسئلة المستفزة عقب كل مباراة، وأن تكون عرضة للفخاخ الكلامية من هنا وهناك، والواجب المطلوب منك أن تحافظ على هدوئك ورباطة جأشك، وأن تكون بأعصاب فولاذية لا تزعزها الخسارات ولا الإنتقادات.

الكثير ممن شاهدوا شريط زكرياء عبوب في الندوة الصحافية المعلومة، عبروا في تعليقاتهم عن تنويههم بتصريحات بمدرب الجديدة، واصفين إياه بأنه كان صريحا جدا، وأنه “فرݣع الرمانة” ولم ينافق أحدا، ولكن ينسى هؤلاء أن تلك الطريقة التي كان يتحدث بها عبوب عن نفسه ومبادئه في الحياة وكيف يتصرف في بعض اللحظات، وكيف يشتغل مع الأندية.. يمكن أن تكون صالحة في جلسة مقهى وليس في ندوة صحافية تُنقل وقائعها مباشرة وتحضرها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها.

الندوات الصحافية أعرافها وقوانينها واضحة، وفيها تظهر المستويات الإحترافية والمهنية للمدربين واللاعبين ورجال ونساء الإعلام، فكما أن الأسئلة يجب أن تكون مختصرة ومباشرة وتصب في مجريات المباراة، فإن المدرب أو اللاعب عليه أن يجيب باختصار وبهدوء وبدون انفعال أو يمتنع عن الإجابة، لا أن يبدأ “التشيار” ومهاجمة هذا وذاك و”المعاطية” مع من ينتقدونه أو يتربصون به.

زكرياء عبوب كان لاعبا موهوبا، وترك رصيدا رائعا في الملاعب المغربية كرجل وسط “رقايقي” ضمن جيل الرجاء الذهبي، وحتى عندما تحول إلى مدرب اجتهد كثيرا لكي يصنع له إسما بارزا وحقق نتائج طيبة مع المنتخبات الوطنية ومع الأندية التي مر بها، ولكن عليه أن يفطن لانفعاله الزائد ولطريقة تواصله المندفعة التي تسيء إليه أكثر مما تخدمه وتجلب الإحترام إليه.