زحف “بوحمرون” على إقليم شفشاون يجر وزير الصحة للمساءلة
بعد استشراء داء الحصبة “بوحمرون” بإقليم شفشاون وإتيانه على حياة بعض الأطفال، ساءلت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية سلوى البردعي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين تهراوي، عن جدوى التلقيحات التي يستفيد منها الأطفال، والإجراءات التي سيقوم بها للحد من انتشاره بمجالات أوسع.
وقالت البردعي في سؤالها الكتابي، التي وجته لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، إن وباء الحصبة “بوحمرون” انتشر، بين الأطفال بعدة من الجماعات القروية بإقليم شفشاون، وأصبح يهدد أرواح الأطفال الصغار بعد أن قضى على حياة بعضهم.
وكانت جماعة بني رزين بإقليم شفشاون قد شهدت مأساة جديدة، يوم الجمعة 29 نونبر 2024، بوفاة طفلة أخرى نتيجة إصابتها بمرض الحصبة (بوحمرون)، بعد انتشار هذا المرض المعدي بشكل كبير بالمنطقة.
وخلال نفس الفترة كذلك، فتك المرض بحياة طفلتين، إحداهما لا زالت رضيعة، بجماعة تمروت التابعة لإقليم شفشاون، في ظل ارتفاع عدد المصابين بهذا المرض خصوصا في صفوف التلاميذ.
وفي السياق، قالت الفاعلة الجمعوية وقريبة إحدى الطفلتين أسية السباعي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” إن هذا الحادث المأساوي، يعكس ضعف الخدمات الصحية في المناطق القروية، مضيفة في نفس السياق أن “هذا المرض ينتشر في صفوف الكثير من الأطفال، خصوصاً التلاميذ في العالم القروي، وسط غياب العلاج والتطعيم الكافي”.
وحذرت المتحدثة ذاته من مغبة ارتفاع عدد الضحايا، “بالنظر للانتشار السريع للمرض وضعف التدخلات الصحية العاجلة”، معتبرة أن “حالة الطفلة حياة (قريبتها المتوفاة) هو انعكاس للحاجة الماسة لتكثيف حملات التلقيح وتحسين البنية التحتية الصحية لضمان حماية الأطفال بالمنطقة”.
وأشارت السباعي إلى بني رزين وباب برد يعانيان من نقص كبير في البنية التحتية الصحية، مما يجعل الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية شبه مستحيل، معتبرة أن ” هذا الوضع يعرض الأطفال لأمراض يمكن تجنبها بسهولة بالتلقيح والرعاية المبكرة”.
وطالبت المتحدثة ذاتها بضرورة إطلاق حملات تلقيح شاملة وفورية، إلى جانب تحسين الخدمات الصحية بالمناطق القروية، داعية ”لتكثيف جهود التوعية لحماية الأطفال وضمان حقهم في الحياة والصحة”.
وتعرف عدد من الجماعات القروية التابعة لإقليم شفشاون “كتمروت، أونان، وبني منصور”، وضعا صحيا مقلقا جراء تفشي هذا المرض “شديد العدوى”، في ظل “غياب الاستجابة السريعة من طرف الجهات المسؤولة وضعف المرافق الصحية وندرة مصل التطعيم في هذه المناطق النائية”، حسبما أفادت به مصادر محلية لصحيفة “صوت المغرب”.