رغم الجفاف.. المغرب يواصل “نزيفه المائي” بتصدير الأفوكادو
رغم ندرة المياه وتوالي سنوات الجفاف، لا زالت صادرات المغرب من فاكهة الأفوكادو المعروفة باستهلاكها الكبير للماء، تسير في منحى تصاعدي لتحقق أرقاما قياسية سنة بعد سنة، وتشير توقعات منصة “إيست فروت” المختصة في تحليل البيانات الفلاحية إلى أن موسم هذه السنة يسير لتحقيق رقم صادرات آخر “غير مسبوق”.
ويشير المصدر إلى أن الفترة ما بين يوليو 2023 ويناير 2024، صدر المغرب ما يقرب من 40 ألف طن من الأفوكادو، وهو ما يشكل 66 بالمائة من الهدف الذي يطمح المصدرون المغاربة من الوصول إليه والمحدد في 60 ألف طن للموسم بأكمله.
ومع قرب انتهاء موسم فاكهة الأفوكادو، حيث ينتهي الموسم في ماي، يشير التقرير إلى أنه حتى إذا انخفضت الأرقام في الفترة من فبراير إلى ماي من هذه السنة إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة، فمن المتوقع أن يكون إجمالي الصادرات لموسم الحالي “غير مسبوق”.
“مراجعة السياسة الفلاحية“
من جانبه شدد يوسف كراوي الفيلالي الخبير الاقتصادي والباحث في مجال الماء على ضرورة مراجعة السياسة الفلاحية للمغرب خصوصا بالنسبة للخضر والفواكه المستنزفة للماء، مضيفا أنه رغم الانتعاش الذي عرفته السدود بفضل التساقطات الأخيرة ححيث انتقت من 25 الى 30 بالمائة لازال هناك ضغط مائي كبير.
وتابع الخبير أن نهاية السنة الجارية قد تشهد تفاقم آخر للوضع المائي في حال عدم وجود تساقطات أخرى، موضحا أن المغرب مقبل في السنوات المقبلة على وضع لن يكون سهلا وهو ما يستدعي مراجعة السياسة الفلاحية لإيقاف النزيف المائي، لأنه لا يمكن الاستمرار بنفس الوتيرة التي عهدها المغرب في السنوات الماضية.
ودعى الفيلالي إلى استبدال الأفوكادو المستنزفة للفرشة المائية بفواكه أخرى قابلة للتسويق على المستوى الدولي ولا تستهلك الماء بمستويات مرتفعة، مضيفا أنه لا يمكن في ظل الظروف الحالية الاستمرار في سقي فاكهة الأفوكادو بالشكل الحالي وتسويقها إلى الخارج بكميات كبيرة.
ورغم هذا الوضع أشار التقرير إلى أن أن توسيع مناطق زراعة هذه الفاكهة أدة إلى الزيادة في محاصيلها ب20 بالمائة خلال سنة 2023 مقارنة بالسنة التي قبلها، وهو ما ساهم بشكل كبير في هذه النمو الذي يعرفه الموسم الحالي.
2000 لتر من الماء
وتشير بيانات المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة، فإن كيلوغراما واحدا من الأفوكادو يتطلب 729 لترا من المياه، ما يمثل أضعاف ما تحتاجه فواكه أخرى، في المقابل تقدر معطيات أخرى نشرتها مجلة “هيدرولوجيا وعلوم نظام الأرض” العلمية أن كيلوغراما واحدا من الأفوكادو يتطلب مايناهز 2000 لتر من الماء،.
ورغم هذه المعطيات فقد اتجه المغرب إلى زيادة في حجم صادرات هذه الفاكهة والانفتاح على أسواق عالمية جديدة مثل جورجيا، حيث قام المغرب لأول مرة بإرسال شحنة مباشرة لفاكهة الأفوكادو من نوع “هاس” إلى جورجيا، وذلك بفضل التعاون بين أحد المستوردين المحليين وسلسلة أحد المتاجر الكبرى، مما أتاح للمستهلكين الجورجيين إمكانية الوصول إلى كمية وفيرة من الأفوكادو بسعر منخفض.
ويستهدف المصدرون المغاربة أربع دول في الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي وهي: إسبانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا، حيث قامت الدول الثلاث الأولى بإعادة تصدير الأفوكادو المغربي بشكل كبير، فيما تعد المملكة المتحدة، خامس أكبر مستورد لهذه الفاكهة من المغرب.