رئاسة الكاف !
اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، بالإضافة إلى أعضاء لجنته التنفيذية والإدارية، والذي تقرر يوم 11 مارس المقبل، خلق معركة حامية الوطيس في كواليس القارة السمراء، وفي قيادة بلدانها من أجل إيجاد موطئ قدم في الهيأة القارية الكروية.
المرشح الوحيد لحد الآن بشكل رسمي هو الرئيس الحالي الجنوب إفريقي موتسيبي الذي يطمح لولاية ثانية بعد أن ضمن بعض أصوات ممثلي الاتحادات الكروية في القارة، ويسعى إلى إقناع آخرين بالتصويت عليه مقابل حزمة من الوعود وضمان المصالح.
ما عدا موتسيبي لا يوجد لحد الآن أي مرشح رسمي، رغم أن الأمور تسير في اتجاه تقدم المصري هاني أبوريدة بترشيحه خصوصا بعد إسقاط شرط السن في اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير، وأيضا بما يظهر من دعم له من طرف فوزي لقجع صاحب النفوذ القوي في “الكاف” .. وهو معطى يؤكد أن مقاليد الاتحاد الإفريقي تم تعبيد الطريق فيها لأبوريدة بكل “كولسة” وهدوء منذ مدة طويلة، ورئاسته لم تعد سوى مسألة شهور فقط.
أما الترشيح المحتمل لصامويل إيطو لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ليس سوى واحدة من المفرقعات الشعبوية التي يتحفنا بها النجم الكاميروني السابق منذ اعتزاله اللعب وعودته إلى بلاده مسؤولا عن كرتها.. وجه الغرابة في عزم إيطو على إضافة اسمه إلى لائحة المرشحين، هو “الروينة” والقرارات الارتجالية الناطحة للمنطق التي أحدثها في الكاميرون وتسبب بها في تراجع منتخبها صاحب السمعة المرعبة في إفريقيا والعالم، لكنه جاء اليوم ب”صنطيحة” منقطعة النظير ليتحدث عن عزمه تطوير كرة القدم في إفريقيا كلها !!
فيما يتعلق بفوزي لقجع، فرغم أن وسائل إعلام عربية وإفريقية تضعه ضمن قائمة المرشحين لرئاسة الكاف باعتباه الرجل النافذ داخلها وصاحب العلاقات القوية مع أغلب الاتحادات الإفريقية، إلا أن “الخوت” لا يعرفون أن للرجل مهاما ومناصب أخرى أكثر من كرة القدم والتي تمنعه من تولي كرسي رئاسة الكاف، وأهمها منصبي الوزارة ورئاسة اللجنة المنظمة لكأس العالم 2030.
الصراع الخفي الحالي على رئاسة الكاف، والكلام الكثير على أسماء المرشحين ليس جديدا، فمنذ الإطاحة بعميد الرؤساء المعمرين الراحل عيسى حياتو، والأمر يشهد نفس السيناريو من حرب التحالفات في القارة الشاسعة، من أجل “السيطرة” على الجهاز الكروي الغارق في المشاكل والقرارات الارتجالية والعجز المالي الدائم، لكن المفارقة تكمن في أنه رغم كل ما سبق، لم نر بالمقابل أي تطور لكرة القدم الإفريقية ولا أية حصيلة تخفف عنها يتمها وفقرها وخصاصها المهول في الملاعب وفي البنيات الرياضية.
الاتحاد الإفريقي حاليا يمكن أن نتحدث فيه عن أي شيء إلا كرة القدم، والواضح أنه أصبح حلبة صراع بين دول وأنظمة من أجل أجندات سياسية ودبلوماسية لا علاقة لها بالمنطق الرياضي، لكن وبكثير من الوضوح البرغماتي، فما يصنعه نفوذ المغرب في الكاف، يختزل الكثير من طريق البلاد نحو عمقها الإفريقي.