دورك يا وليد !
كان مبعثا للفخر أن خمسة من لاعبي كرة القدم يحملون الجنسية المغربية، توجوا في نهاية الأسبوع الماضي مع أنديتهم بألقاب وازنة، وحملوا كؤوسا ليس بمقدور جميع اللاعبين أن يصلوا إليها، وساهموا بآدائهم الفعال في ربح مباريات نهاية حارقة.
سفيان رحيمي قاد العين الإماراتي ليتوج بطلا لعصبة أبطال آسيا، ورضا سليم حقق مع الأهلي المصري لقب عصبة أبطال إفريقيا، وسفيان أمرابط بات أول لاعب مغربي يتوج بكأس الاتحاد الإنجليزي مع ناديه مانشستر يونايتد، وأمين عدلي يحقق ازدواجية تاريخية مع ناديه بايرن ليفركوزن وهو يضيف كأس ألمانيا للقب البوندسليغا، وأشرف حكيمي يحقق كأس فرنسا لأول مرة مع ناديه باريس سان جيرمان..
خمسة ألقاب كبيرة في ثلاث قارات جلبها لاعبون مغاربة لحصيلتهم الشخصية، وأعلوا بها إسم الوطن في مختلف تعاليق وسائل الإعلام وقصاصات الأخبار عبر بلدان العالم.. معناه أن لدينا كفاءات كروية قد نقارَن بها بالأمم الكروية العريقة على مستوى الحضور في المنافسات والمباريات الكبيرة، فالبرازيل والأرجنتين اللتان عرفتا تاريخيا بتصدير المواهب الكروية إلى كل بلدان العالم، ربما تفَوقنا عليهما هذه المرة بتواجد خمسة من لاعبينا فازوا بخمسة ألقاب في ثلاث قارات خلال يوم واحد.
لكن أين هذا الحضور المغربي المؤثر في كل قارات العالم على مستوى المنتخب الوطني؟ ولماذا لم نجد بعد أي وصفة تقنية تجعل هؤلاء النجوم المغاربة ينقلون نجاحاتهم في أنديتهم إلى الفريق الوطني؟ هذا هو السؤال المحير الذي أبدعنا كثيرا في البحث عن إجابات شافية له منذ عقود.. لكن بدون جدوى.
عندما طالعت عنوان: “خمسة مغاربة يفوزون بخمسة ألقاب في ثلاث ثلاث قارات خلال يوم واحد”، مباشرة تذكرت ناخبنا وليد الرݣراݣي الذي كلما ازداد تألق هذا الكم الكبير من الأسماء المغربية في الأندية العالمية، كلما ازداد عليه ضغط الاختيار وإيجاد التوليفة المناسبة التي تجعل من معطى وفرة اللاعبين عاملا مساعدا على صناعة فريق متجانس يقنع المغاربة بالنتيجة والأداء واللعب على الألقاب.
بكل الصراحة الممكنة، لم يعد مسموحا لوليد الرݣراݣي بهامش ولو صغير للخطأ، أو تبريرات التجريب والأعطاب، وأي سقوط قادم أو آداء باهث، عليه أن يعترف بفشله في تكرار إنجاز قطر على المستوى الإفريقي، وعدم قدرته على استغلال كل هذه الطاقات الكروية الهائلة التي يتوفر عليها المغرب، وأن يسلم مقاليد الفريق الوطني إلى مدرب آخر قادر على ذلك.