دمياني في “سدرة الهباء”

وقع زميلنا الإعلامي والشاعر عبد العالي دمياني على أضمومته الشعرية الثانية التي صدرت قبيل أسابيع ضمن منشورات بيت الشعر في المغرب، بعنوان ‘سدرة الهباء’. يقع هذا الديوان في 78 صفحة من الحجم المتوسط.

يضم هذا الديوان أربعة فصول شعرية: حامل الريشة يرجم العالم بصرخته، لؤلؤة في فم الريح، التروبادور الأخير يسيح في المدينة، في مهب اللوعة والنسيان.

ويعد هذا الديوان امتدادا لتجربته الأولى ‘للريح أسماء أخرى’، لكن برؤية لغوية وفنية وجمالية مختلفة. قصائده منذورة للريح والهباء والنسيان والصمت، بلغة سلسة بسيطة، لكنها حافلة بالمعاني والمجازات والصور، مطرزة تطريز الشعراء الكبار.

ويبدو دمياني مسكونا في الديوان، كما في كتاباته الأخرى، بالدار البيضاء، إذ يحفل بمقارنات ساخطة بين أمس المدينة الجميل وحاضرها المتخلف.

و نقرأ من قصيدته ‘سدرة الهباء’: “تبدو البيضاء هذا الصباح متورمة العينين/ سادرة في الرعاف/ أحد ما/ هشم أنفها بقبضة يد/ تكنز عتمة العالم/ أحد ما/ في جلسة سكر بحي خلفي/ يغزوه مواء قطط سائبة في كورال وحشي/ يسلخ فروة الليل/ أحد ما/ في بار حقير يرتاده الحثالة/ شاهرين عاهاتهم في وجه الملكوت/ ثملين بأسلابهم الصغيرة/ المنداحة، كالحباحب، خلف شريط أغنياتهم/ المحشرج بالتعتعات…”