دراسة: نصف المغاربة لا يشعرون بالأمان عند التعبير عن آرائهم
كشفت نشرة حديثة صادرة عن المعهد المغربي لتحليل السياسات أن 51 بالمائة من المغاربة لا يشعرون بالأمان عند التعبير عن آرائهم، مقابل 21 بالمائة فقط يعبرون عنها مطمئنين، علما أن 11 بالمائة يؤكدون على عدم الاطمئنان على الإطلاق عند التعبير عن آرائهم، ما يؤشر وجود “عقبات عميقة قد تهدد حرية التعبير بالمغرب”.
“يظل تعبير الشارع والفضاء العام حاملا لدلالة فرصة وقوة الانفلات من القيود، لكن من جانب آخر نجد من يعتبره الأكثر خضوعا للمراقبة والرقابة الجماعية على حريات التعبير لدى الأفراد بخصوص مواضيع محددة ترقى لمستوى المحرمات والمس بالمقدسات وخدش الذوق أو الحياء العام، سواء كان التعبير نطقا أو سلوكا أو تعبيرا رمزيا”.
تقرير للمعهد المغربي لتحليل السياسات-تطورات حرية التعبير والوصول إلى المعلومة في المغرب
وتظل 11 بالمائة من النسبة الكاملة للمشاركين غير متأكدة من مدى شعورها بالأمان عند التعبير عن آرائها، “مما قد يعبر عن عدم اليقين أو ربما الحاجة إلى توفير المزيد من المعلومات والدعم” حسب ما أكدته ذات الدراسة”.
وفي نفس السياق، أعرب 5 بالمائة فقط من المشاركين عن شعورهم بالاطمئنان الكبير عند التعبير عن آرائهم، “ما يعكس أن الشعور بالأمان الكامل عند التحدث علنا في المغرب قد يكون محدودا”.
واقع الممارسة الفعلية
وكشف المعهد أن 41 بالمائة من المواطنين لم يسبق لهم أن عبروا عن آرائهم سواء في الواقع أو عبر الإنترنت خلال الـ12 شهرا المنصرمة، ما يوضح أن نسبة كبيرة من الأشخاص يفضلون عدم المشاركة في التعبير عن آرائهم في منتديات عامة.
في نفس السياق، قال حوالي ربع المشاركين (25 بالمائة) إنهم يعبرون عن آرائهم في مثل هذه المنتديات بشكل نادر، بينما 19 بالمائة أكدوا أنهم يعبرون عن آرائهم “قليلا”، ما يدل على مستوى أقل من المشاركة، إلى جانب أن 9 بالمائة فقط من المواطنين يعبرون عن آرائهم بشكل دائم في مثل هذه التظاهرات، فيما 7 بالمائة من العينة أجابت بشكل سلبي، ما يعبر “عن تحفظها عن المشاركة في التعبير عن الآراء علنا”.
المغاربة لا ينتقدون “الحكومة”
وأضاف المصدر ذاته، أن 78 بالمائة من المغاربة لا يشعرون بالحاجة إلى انتقاد السياسات الحكومية، أو أنهم قد يشعرون بالتردد في القيام بذلك، بينما 19 بالمائة منهم أقروا أنهم ينتقدونها، وتبقى نسبة ضئيلة (4 بالمائة) اختارت عدم الإجابة على السؤال، “ما يعكس تحفظات شخصية على هذا المستوى”.
وجاءت هذه الأرقام في نشرة قدمت نتائج رصد لـ”حرية التعبير” تم إجراؤها بين 15 شتنبر و15 دجنبر في عام 2023، بهدف جمع المعلومات المتعلقة بموضوعين أساسيين؛ حرية التعبير والوصول إلى المعلومات”، أعده المعهد المغربي لتحليل السياسات، إلى جانب ”إنترنيوز”، و المنتدى المغربي للصحافيين الشباب.