دراسة: طوفان الأقصى ينعش أدب المقاومة ويكشف دور الإعلام البديل
أفادت دراسة حديثة بعنوان “الثقافة والفن في مغرب 2024: بين موجة الممانعة وتيار التطبيع”، بأن من أبرز التداعيات الثقافية لمعركة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، ظهور حراك ثقافي متفاعل، إلى جانب تسليطها الضوء على الدور المحوري للإعلام البديل في متابعة مجازر الإبادة الإسرائيلية بغزة وتقديم تحليلات لفهم أبعادها المختلفة.
حراك ثقافي متفاعل
وأوضحت الدراسة، التي أعدّها الباحثان أحمد الصمدي وفاطمة الزهراء عماري والمنشورة ضمن تقرير صادر عن المركز المغربي للأبحاث وتحليل السياسات، أن “التفاعل الثقافي بطبيعته بطيء، إذ أن التحولات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، رغم سرعتها، لا تنعكس ثقافيا إلا بعد عقود أو حتى قرون”.
غير أنّ “طوفان الأقصى”، رغم قصر عمره قياساً إلى “الزمن الثقافي”، كما تشير الدراسة، قد “كسر هذه القاعدة، وأسهم في بروز تفاعل لافت أفرز أطروحات وتحليلات ونماذج تفسيرية ذات طابع استراتيجي”.
وتابع المصدر أنه في السياق المغربي، شهدت التفاعلات الشعبية والثقافية مع أحداث الطوفان “نضجا تُرجم إلى إنتاج معرفي وثقافي مميز”، حيث تحولت هذه التفاعلات إلى مادة للتوثيق والتأريخ والتحليل، ما أثمر صدور عدد من المؤلفات التي سارعت إلى مواكبة الحدث.
ومن بين الإصدارات التي تناولتها الدراسة أعمال كل من أحمد أبركان، وحسن أوريد، وأحمد البياز، والحبيب الشوباني، وسلمان بونعمان، وهي مؤلفات تُسلط الضوء على طوفان الأقصى وتداعياته.
كما لفتت الدراسة إلى انبعاث أدب المقاومة بعد الطوفان، وإقبال القرّاء المغاربة على روايات تندرج ضمن هذا التيار مثل “الشوك والقرنفل”، إضافة إلى صدور الترجمة العربية لروايات كـ”ربيع الصيانيم”، ومشاركة أدباء مغاربة في أعمال قصصية جماعية، من بينها “أرض الشهداء” ضمن كتاب طوفان الأقصى.
إعلام يعري الحقيقة
من جانب آخر، أبرز الباحثان أنّ “طوفان الأقصى كشف عن الدور المتصاعد للإعلام البديل في متابعة تفاصيل الأحداث ورصدها، في مقابل تجاهل الإعلام الرسمي عبر قنواته التقليدية لتغطية مجازر الإبادة في غزة، باستثناء حالات محدودة ونادرة”.
وأوضحا أن “جهود الإعلام البديل أسهمت في كشف الحقائق التاريخية وتعرية البروباغاندا الصهيونية وأبواقها الإعلامية، وفضح محاولات تزييف الروايات الرسمية أو طمس الحقائق المتعلقة بالقضية الفلسطينية”.
وأضافت الدراسة أن “الإعلام الموازي ساعد أيضا في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الثقافي والحضاري داخل المجتمع المغربي، من خلال توفير منصات تحليلية ونقدية مكّنت الجمهور من فهم الأبعاد السياسية والتاريخية والاجتماعية للصراع”.
وتابعت أن “هذا الدور قام به الإعلام الموازي رغم محاولات الذباب الإلكتروني المأجور لتشويه الحقائق، وتحويل النقاش العام نحو قضايا هامشية أو تافهة، بل وحتى شيطنة كل من عبّر عن تعاطف أو موقف مؤيد للشعب الفلسطيني في محنته الإنسانية والسياسية”.