خلاف بين المغرب والأمم المتحدة بشأن زيارة دي ميستورا لجنوب إفريقيا
تتجه العلاقة بين المغرب والأمم المتحدة نحو المزيد من التوتر، على خلفية الزيارة الاخيرة التي أجراها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء ستافان دي ميستورا لجنوب إفريقيا، والتي قال المغرب إنه لم لم يكن على علم بها وعبر عن رفضه لها فور إخباره بها.
زيارة مفاجئة وغريبة
وفي السياق ذاته، قال السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام” الحاج أحمد باريكلا في مقال له على صحيفة “اتالايير” الإسبانية، إن الإعلان عن زيارة دي ميستورا مفاجأة غريبة، بحكم أن جنوب أفريقيا لا تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي، ولا تعد جزءا من الدول المراقبة، ولا من المجموعة التي شكلتها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن، بالإضافة إلى إسبانيا.
وأضاف باريكلا أن تدخل جنوب إفريقيا إن لم يكن لإقناع البوليساريو بالذهاب إلى المائدة المستديرة واحترام وقف إطلاق النار، فستكون آثاره سلبية، مما سيزيد من تعقيد مهمة مبعوث الأمم المتحدة المعقدة أصلا.
وعبر باريكلا عن أمله في أن لا تتحول الزيارة غير المتوقعة و”الغامضة” لدي ميستورا إلى جنوب إفريقيا إلى “خطوة متهورة” تعجل باستقالة أخرى وتسبب فشلا آخر لمبعوثي الأمم المتحدة في المستعمرة الإسبانية السابق.
أحداث 2016 تقفز للأذهان
اللهجة الشديدة التي عبر بها المغرب أمس على لسان ممثله في الأمم المتحدة عمر هلال عن رفضه لزيارة دي ميستورا لجنوب إفريقيا، تعيد للأذهان انتفاضة المغرب في وجه الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون سنة 2016، عندما تجاوزت المملكة عبارات الدبلوماسية المعهودة إلى اتهامه المباشر والصريح بـ”التخلي عن الحياد والموضوعية وعدم الانحياز”، في ملف الصحراء و”الاستسلام لابتزاز الأطراف الأخرى”.
الرد المغربي على الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، لم يكن إلا تعبير عن عدم رضى المغرب من مجريات وتداعيات الزيارة الأخيرة التي قام بها كي مون لمخيمات تندوف، وأكد خلالها على أنه “لن يدخر جهدًا للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء”.
وقبل هذا الموقف كان المغرب قد اتهم المبعوث الأممي للمنطقة كريستوفر روس بـ”الانحياز”، وبسبب ذلك توقفت جهوده الدبلوماسية لمدة، بسبب خلاف مع المغرب، قبل أن يستأنفها من دون نتيجة تذكر، لينتهي بتقديم استقالته من منصبه.