story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

خبير: انتعاش قطاع البناء لا يمكن اعتباره مؤشرًا على تحقيق نسب نمو مرتفعة

ص ص

سجل مبيعات الإسمنت بالمغرب نموًا كبيرًا خلال السنة الماضية، بنسبة ناهزت 9.5% مقارنة برقم سنة 2023، واستمر هذا الزخم خلال مطلع السنة الجارية حيث حقق القطاع نسبة نمو قاربت 14% مقارنة بذات الفترة من السنة الماضية، وهو ما يعكس الانتعاش الذي عرفه قطاع البناء خلال السنة الماضية مدفوعًا بعدد من المشاريع المرتبطة باستعداد المغرب لاحتضان عدد من التظاهرات الدولية.

وعلى الرغم من هذا الانتعاش في قطاع البناء، والذي من المتوقع أن يواصل منحاه التصاعدي، أكد الخبير الاقتصادي، يوسف كراوي الفيلالي، أن هذا التطور لا يمكن اعتباره مؤشرًا على تحقيق نسب نمو اقتصادي مرتفعة، لأن الاستثمار في البنية التحتية لا يرتبط مباشرة بالإنتاجية أو بالقيمة المضافة، مؤكدًا أنه استثمار ضروري يدخل ضمن استعدادات المغرب لاستضافة فعاليات وتظاهرات كبرى مستقبلًا.

وأوضح الخبير أن التنمية الاقتصادية في المغرب لا تزال مرتبطة بعوامل أخرى، أبرزها المحصول الزراعي والقيمة المضافة للقطاع الفلاحي، إلى جانب القيمة المضافة في القطاعات غير الفلاحية، والتي من الضروري تحسينها من خلال تعزيز الإنتاجية في المجال الصناعي والخدماتي.

ونفى الفيلالي أن يكون هناك ارتباط مباشر بين الاستثمار في البنية التحتية والنمو الاقتصادي، مبرزا أن هذه الاستثمارات تندرج ضمن رؤية تنموية طويلة الأمد، وهي جزء من سياسة كبرى يتبعها المغرب منذ 20 عامًا.

وتابع أنه خلال العقدين الماضيين، تبنّى المغرب سياسات تنموية كبرى، وشهدنا ذلك من خلال تطوير الطرق السيارة والمطارات والموانئ، مشيرًا إلى أن التركيز انتقل من البنية التحتية المرتبطة بالنقل إلى مشاريع تهدف إلى تطوير البنية التحتية الرياضية والسياحية والترفيهية، وذلك في إطار استمرارية النهج التنموي الذي يسير عليه المغرب.

وبخصوص السياق الحالي، أبرز أن المغرب مقبل على مشاريع تنموية كبرى ستساهم في إعادة هيكلة النموذج الاقتصادي، وهو ما أدى إلى انطلاق العديد من مشاريع البنية التحتية حاليًا. حيث تشمل هذه المشاريع تطوير البنية التحتية الطرقية، مثل توسيع الطرق السيارة وإنشاء المدارات الطرقية، وهي مشاريع تستهلك كميات كبيرة من الإسمنت.

بالإضافة إلى ذلك، أشار المتحدث إلى مشاريع أخرى في مجالات الرياضة والسياحة، مثل بناء وإعادة تأهيل الملاعب، وتحسين جودة المجمعات والوحدات الفندقية، فضلًا عن إنشاء وحدات فندقية جديدة، موضحا أن كل هذه المشاريع التنموية تفسر الارتفاع الحالي في مبيعات الإسمنت، كما تعكس التوسع الحضري المتزايد في المغرب.

وخلص إلى أن ارتفاع مبيعات الإسمنت يظل أمرا متوقعا جدًا، خصوصا في ظل استعداد المغرب لاحتضان واحدة من أكبر التظاهرات العالمية، ويتعلق الأمر بتنظيم المغرب لكأس العالم لكرة القدم 2030 إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى التحول الحضري الذي تعرفه العديد من المناطق القروية.