خبير: التساقطات الأخيرة ستخفف الضغط على المربين وتخفض تكاليف الأعلاف
شهدت مختلف مناطق المغرب خلال أواخر نونبر وبداية دجنبر 2025 موجة مهمة من الأمطار والثلوج، أعادت الأمل في انفراج الموسم الفلاحي بعد أسابيع من القلق بسبب تأخر التساقطات، وهو ما يعتبره خبراء “منعرجا إيجابيا” للموسم الزراعي والفلاحي عموما.
في هذا السياق، أكد الخبير البيئي مصطفى بنرامل أن “هذه الاضطرابات الجوية حملت معها مؤشرات انتعاش قوية، سواء على مستوى الزراعة البورية أو على مستوى المراعي الطبيعية التي يعتمد عليها مربّو الماشية في مختلف جهات المملكة”.
وقال المتحدث إن “التساقطات الأخيرة أعادت تنشيط الدورة الزراعية، إذ ساهمت في تحسين رطوبة التربة بشكل ملحوظ، ما شجع الفلاحين على إطلاق عمليات الحرث والبذر في ظروف مثالية، وفتح الباب أمام بداية جيدة للموسم الفلاحي 2025–2026”.
“كما مكّنت الثلوج التي تهاطلت على المرتفعات من تعزيز المخزون المائي للفرشات الجوفية والسدود على المدى المتوسط، وهو ما سيؤثر إيجاباً على الزراعة المسقية والري التكميلي خلال الأشهر المقبلة”، على حد تعبير بنرامل.
وفيما يتعلق بالقطاع الحيواني، أوضح الخبير البيئي أن التساقطات الأخيرة جاءت في “توقيت حاسم”، حيث أدّت إلى انتعاش الغطاء النباتي والمراعي الطبيعية، وهو ما من شأنه تخفيف الضغط على الأعلاف المركّبة التي شهدت أسعارها مستويات مرتفعة خلال السنة الجارية بسبب عوامل دولية ومحلية.
وأضاف أن “تحسّن جودة المراعي سيتيح للمربين الاعتماد أكثر على الأعلاف الطبيعية، ما قد يساهم تدريجياً في استقرار أسعار الكلأ وتخفيض تكاليف الإنتاج بالنسبة لقطاع تربية المواشي”.
ويشتكي مربو الماشية بالمغرب من “ارتفاع مهول في أسعار الأعلاف”، وذلك بالتزامن مع بدء وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات صرف الدعم المخصص لهم في بداية هذا الشهر، والذي يهدف إلى دعم المربين وتحسين أوضاعهم وإعادة بناء القطيع الوطني بشكل مستدام.
وأشار بنرامل إلى أن “استمرار التساقطات بنسق منتظم خلال الأسابيع المقبلة سيعزز فرص تحقيق موسم زراعي جيد، بشرط حسن التدبير المائي واستغلال الموارد الطبيعية بشكل عقلاني، مع ضرورة دعم الفلاحين الصغار عبر برامج المواكبة والتكوين وتمكينهم من الوسائل التقنية التي تضمن لهم التأقلم مع التغيرات المناخية”.
وفي ختام تصريحه، دعا الخبير البيئي إلى اعتماد مقاربة استباقية في تدبير الزراعة والفلاحة بالمغرب، تقوم على إدماج التوقعات المناخية، وترشيد استخدام المياه، وتشجيع الزراعات المقاومة للجفاف.
وأكد في هذا السياق، أن “الأمطار والثلوج الأخيرة أعادت الأمل، لكنها تظل مجرد بداية، في انتظار رؤية استراتيجية شاملة تضمن الأمن الغذائي واستدامة الموارد الطبيعية وفق توقع السيناريوهات المناخية”.