خبير أمني يعدد مزايا اتفاقية تصنيع المركبات القتالية بالمغرب

خطا المغرب خطوة جديدة في مجال تصنيع المركبات العسكرية القتالية، بعدما وقعت إدارة الدفاع الوطني والشركة الهندية “تاتا أدفانسد سيستمز لميتد (TASL)”، التابعة للمجموعة الدولية (Tata Group)، يوم أمس شراكة استراتيجية تهدف إلى الإنتاج المحلي لهذه المركبات.

وتعليقا على هذه الإتفاقية الجديدة قال الخبير الأمني محمد الطيار في تصريح لـصحيفة “صوت المغرب” إن ذلك يأتي بعدما وفر المغرب الأرضية اللازمة لاحتضان مثل هذه المشاريع، مشيرا إلى الإعلان في يونيو الماضي عن تخصيص منطقتين للصناعة العسكرية وصناعة معدات وآليات الدفاع والطائرات المسيرة أنظمة الأسلحة والذخيرة .

وأشار الطيار إلى أن هذا المشروع الهندي الذي ينتظر أن ينجز في أجل أقصاه 36 شهرا، بمعدل إدماج محلي للتشغيل يبلغ 35٪؜، ليصل عند استكماله إلى 50٪؜، قد سبقته مشاريع أخرى لاسيما الشركات الإسرائيلية التي بدأت إنتاج الطائرات بدون طيار مستحضرا نجاح أول تجربة لطائرة من هذا النوع جرى تصنيعها في المغرب في هذا الإطار.

كما نبه المتحدث إلى أن الشركات الهندية وصلت مرحلة جد متقدمة فيما يخص صناعة المركبات العسكرية فضلا عن الآليات والعتاد العسكري بشكل عام.

وحول الآثار المتوقعة لهذا المشروع، سجل الطيار أنه من المنتظر أن تنعكس هذه الشراكة وهذا المشروع إيجابا على الاقتصاد الوطني، من خلال توفير فرص شغل لليد العاملة ومداخيل مرتبطة بالعديد من المواد الأولية المرتبطة بهذه الصناعات.

أما على المستوى العسكري، فتوقع الطيار أن من شأن هذا المشورع تعزيز الترسانة العسكرية للقوات المسلحة الملكية فيما يخص المركبات، فضلا عن تشجيع الشركات الأمريكية والفرنسية والألمانية والإسبانية على الدخول في شراكات والمساهمة في المشاريع المشابهة في المغرب.

وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية، حسب بلاغ لإدارة الدفاع الوطني، إلى الإنتاج المحلي للمركبة القتالية البرية (WhAP 8×8) بمصنع بالمغرب، على أن يتم توجيه الإنتاج من هذه العربات نحو تغطية الطلب الداخلي، بالإضافة إلى التصدير نحو الأسواق الخارجية.

وأوضح ذات البلاغ، أن اتفاقية الاستثمار، التي تنص على تدابير تحفيزات تمويلية وضريبية وجمركية، وقعها الوزراء الممثلون لقطاعات الدفاع الوطني والداخلية والمالية والصناعة والاستثمار، بحضور ممثلي القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات.

واشار المصدر إلى أن التوقيع على اتفاقية الاستثمار هذه، يأتي للاستجابة للطلب المحلي وللتصدير نحو الأسواق الخارجية، مبرزا أن ذلك يدل على طموح المغرب وشركة “تاتا أدفانسد سيستمز لميتد” من أجل التطوير المشترك، لروابط التعاون جنوب-جنوب، وإرساء قطب إقليمي لإنتاج معدات التنقل الدفاعية.

وتابع البلاغ أن هذه الشراكة تندرج ضمن إطار دينامية أوسع لتطوير صناعة الدفاع بالمغرب، بهدف الإرساء التدريجي لاستقلالية استراتيجية، مبرزا أن المصنع سيستفيد من موارد تزويد محلية، مما سيدعم المنظومة الصناعية للمملكة ويخلق فرص شغل جديدة.

وذكر ذات المصدر، أن “تاتا أدفانسد سيستمز لميتد”، المشهود بخبرتها العالمية في مجال تصنيع أنظمة الدفاع، أصبحت واحدة من الفاعلين الدوليين الأوائل الذين يستثمرون بالمغرب في هذا القطاع، مسجلا أن هذا المشروع يساهم، ليس فقط في الاستجابة للاحتياجات المحلية، ولكنه يروم، أيضا، جعل المغرب فاعلا إقليميا صاعدا في الصناعات الدفاعية.

وبخصوص تاريخ إنجاز المشروع، أوضح المصدر أن الإنجاز سيتم في أجل أقصاه 36 شهرا، بمعدل إدماج محلي للتشغيل يبلغ 35 بالمائة، ليصل عند استكماله إلى 50 بالمائة، مما سيتيح إحداث 90 منصب شغل مباشر و250 منصب غير مباشر.

وحسب الورقة التقنية، تعد مركبة (WhAP)مركبة مدرعة متعددة الأغراض طورتها منظمة البحث والتطوير الدفاعية (DRDO) في الهند، وللقتال يتم تجهيزها ببرج مسلح بمدفع أوتوماتيكي 2A42 عيار 30 ملم ومدفع رشاش محوري PKT عيار 7.62 ملم، ويمكن تجهيزها بصواريخ مضادة للدبابات من طراز AT-4 Spigot أو AT-5 Spandrel.

وتعمل الدبابة البرمائية التي تزن حوالي 25 طنًا بمحرك ديزل بقوة 600 حصان. يمكن للمركبة الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 100 كم/ساعة على الطرق المسطحة و10 كم/ساعة على سطح الماء.