خبير: أرباح الكاف من كأس الأمم الإفريقية قد تتجاوز 113 مليون دولار
أفاد الخبير الاقتصادي ياسين اعليا أن المداخيل الإجمالية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” من كأس إفريقيا 2025، التي تحتضنها ملاعب المملكة إلى غاية الـ 18 من يناير المقبل، قد تصل إلى حوالي 192 مليون دولار (ما يقارب 1.9 مليار درهم)، موزعة بين حقوق البث التلفزيوني، عقود الرعاية، ومداخيل التذاكر والضيافة، مع ربح صاف يقدّر بحوالي 113 مليون دولار (ما يقارب 1.1 مليار درهم)، ما يعكس “اختلالا واضحا بين من يتحمل كلفة التنظيم ومن يجني الأرباح المباشرة”.
وأوضح اعليا، في برنامج “إيكوترند” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب” أن كرة القدم لم تعد مجرد نشاط رياضي، و إنما تحولت إلى صناعة اقتصادية متكاملة قائمة بذاتها، “غير أن الفارق يظل كبيرا بين حجم العائدات التي تحققها الهيئات المنظمة، وبين ما تجنيه الدول المستضيفة فعليا”، خصوصا في المسابقات القارية مقارنة بالتظاهرات العالمية الكبرى.
كما شدد الخبير على أن البطولة قد تسهم في تنشيط السياحة والخدمات والنقل والفندقة خلال فترة قصيرة، خاصة مع الإقبال الكبير على التذاكر من أكثر من 135 دولة، حيث تأتي فرنسا في الصدارة بقرابة 110,000 تذكرة محجوزة، تليها دول بلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة، ما يعكس انتشار البطولة ليس فقط بين الجماهير الإفريقية و إنما في أوروبا أيضا في صفوف الجاليات الإفريقية.
غير أن الخبير الاقتصادي أكد أن هذه المكاسب يمكن أن تظل ظرفية، لافتا إلى أن الأثر الاقتصادي للأحداث الرياضية يبقى محدودا على المدى المتوسط إذا لم تُواكَب الاستثمارات باستراتيجية واضحة لاستغلال البنيات التحتية بعد انتهاء البطولة.
وبخصوص بطولة “الكان” بشكل عام، أشار اعليا إلى أن العوائد المالية للبطولة أقل بكثير من كأس العالم أو كأس أوروبا، لكنها تظل المنتج التجاري الأهم داخل القارة الإفريقية بالنسبة للتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، لافتا إلى أن إيرادات هذا الأخير خلال السنة المالية 2023-2024 بلغت حوالي 166 مليون دولار، مع تحقيق ربح صاف يقارب 9.5 مليون دولار.
وأضاف أن التجربة العالمية تظهر بوضوح أن أكبر المستفيدين من البطولات الكروية هم المنظمون، مبرزا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم حقق خلال دورة كأس العالم قطر 2022 إيرادات قياسية بلغت حوالي 7.6 مليار دولار (ما يقارب 76 مليار درهم)، أغلبها من حقوق البث والتسويق والتذاكر، في حين ظل الأثر الاقتصادي على الدولة المستضيفة مرتبطا بحجم الإنفاق والاستثمارات العمومية الضخمة التي سبقت الحدث، والتي وصلت إلى أكثر من 200 مليار دولار.
إلى جانب ذلك، لفت المتحدث إلى أن المغرب خصص استثمارات عمومية كبيرة لتحديث البنيات التحتية الرياضية، عبر اتفاقية بين الحكومة وصندوق الإيداع والتدبير (CDG)، خصص بموجبها غلاف مالي يقارب 9.5 مليار درهم لتحديث ستة ملاعب كبرى استعدادا للبطولة القارية، بالإضافة إلى ميزانية تتراوح بين 4.5 و6 مليارات درهم للتحضير لكأس العالم 2030، وغلاف آخر يصل إلى 5 مليارات درهم لبناء الملعب الكبير “الحسن الثاني” بمدينة بنسليمان.
وخلص اعليا إلى التأكيد على أن الرهان الحقيقي لا يكمن فقط في النجاح التنظيمي أو النتائج الرياضية، ولكن في قدرة المغرب على تحويل كأس إفريقيا للأمم 2025 إلى فرصة ذات أثر اقتصادي مستدام في حل المشاكل البنيوية للاقتصاد المغربي.
لمشاهدة الحلقة، يرجى الضغط على الرابط