حكومة المونديال.. سباق مُبكّر بين أحزاب التحالف الحكومي
رغم أن الفترة التي تفصلنا عن انتخابات 2026 تزيد على 18 شهرا، إلا أن أحزاب الأغلبية شرعت في الاستعداد لها مبكرا. بوادر الصراع حول من يكون الحزب الفائز في تلك الانتخابات بهدف تشكيل حكومة مونديال 2030، تؤكدها عدة مؤشرات، منها التجاذبات الكلامية بين قادة الأحزاب الثلاثة: الأحرار والبام والاستقلال.
كان تصريح فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة حزب الأصالة والمعاصرة، حول استعداد حزبها للفوز بالانتخابات المقبلة من أجل قيادة حكومة المونديال بعد 2026، الشرارة التي أشعلت المواجهة، إذ تريد المنصوري أن تكون أول رئيسة للحكومة في المغرب، بينما عبّر قادة حزب الأحرار عن طموحهم في الاستمرار لولاية ثانية على رأس الحكومة المقبلة.
في سياق سياسي طبيعي، يفترض أن تكون أحزاب المعارضة سبّاقة إلى طرح موضوع الانتخابات المقبلة للنقاش، على اعتبار أنها محطة لمحاسبة مكونات الحكومة بشأن إخفاقاتها الممكنة في التدبير، ومن الطبيعي أيضا أن تشتعل المواجهة الانتخابية بين أحزاب الأغلبية الحكومية وأحزاب المعارضة البرلمانية، وخصوصا بين الحزب الذي يقود الحكومة والحزب الذي يقود المعارضة.
لكن من يتأمل المشهد السياسي المغربي بعد انتخابات 2021، يلاحظ خريطة غير طبيعية، إذ أن أحزاب الأغلبية هي من طرح الموضوع للنقاش وليس غيرها، لاعتبارات منها أن الأغلبية تتشكل من الأحزاب الثلاثة الأولى التي تصدرت تلك انتخابات 2021، بينما تتشكل المعارضة من أحزاب ضعيفة لا يبدو أنها قادرة على المنافسة حول من يتصدر الانتخابات المقبلة، خاصة بعدما جرى تحطيم حزب العدالة والتنمية، الذي من المرجح أن تكون أولويته إعادة تثبيت وجوده السياسي، أكثر من الرهان على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة على الأقل.
التناقض الرئيس في هذا السياق؛ أنه في الوقت الذي تغرق البلاد في وضع اقتصادي واجتماعي صعب، بسبب ارتفاع الأسعار رغم انخفاض معدل التضخم، وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين، واتساع نسبة البطالة والفقر والتهميش.
وفي ظل امتناع حكومة أخنوش عن القيام بدورها التنظيمي والضبطي لحماية المواطنين من لوبيات المال والمضاربين في الأسواق، بعدما ألغت وزارة الحكامة والشؤون الاقتصادية عن سبق إصرار، وبعد تفجر قضايا تفوح منها شبهة الفساد مثل قضية “صفقة تحلية البحر” في الدار البيضاء…
في هذا السياق المتفجر فضلت الأحزاب الثلاثة المشكلة للحكومة أن تصرف أنظار الرأي العام نحو أفق بعيد لا يزال يفصلنا عنه 18 شهرا، وأن تطرح للنقاش قضية الانتخابات التشريعية المقبلة تحت عنوان برّاق وجذاب: من يقود حكومة المونديال 2026-2030؟
…
لقراءة الورقة الكاملة يرجى تحميل مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط