story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

حراك في بيت الإسلاميين

ص ص

يشهد بيت الإسلاميين حراكا لافتا خلال الأشهر الأخيرة، سواء تعلق الأمر بحزب العدالة والتنمية أو جماعة العدل والإحسان.

يعيش الطرف الأول دينامية متصاعدة على المستوى التنظيمي، قد تعيد اللحمة والعزيمة على النضال إلى جسده المنهك جراء الهزيمة المدوية في انتخابات 2021، مثلما تحفزه على ذلك فرص سياسية لم يكن يتوقعها، ونزلت عليه تباعا كما لو أنها هدية من السماء، من قبيل أحداث 7 أكتوبر في غزة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني منذ أربعة أشهر، والنقاش الدائر حول تعديلات مدونة الأسرة، وغرق أحزاب الأغلبية في وحل المخدرات والمحاكمات القضائية حول جرائم الفساد المالي، ومحدودية الأداء الحكومي، وهي فرص ساعدته على التبرؤ من “خطيئة” التطبيع للإعادة التجذر وسط قاعدته السياسية المحافظة، وتجديد تحالفاته مع الهيئات الشريكة له، علاوة على التأكيد على نظافة يده رغم أنه قضى عشر سنوات في الحكومة مقارنة بأحزاب الأغلبية الحالية، هي عوامل تدفعه نحو تدشين صعود ثان له في المرحلة المقبلة.

أما حراك الجماعة، فقد عبّرت عنه وثيقة سياسية غير مسبوقة بسطت من خلالها رؤيتها الشاملة لما ينبغي أن يكون عليه المغرب، في مبادرة سياسية قلّ نظيرها في سياق الجمود السياسي القائم، وتشكل قفزة كبرى في مسار المراجعات التي تخوضها الجماعة منذ عقد على الأقل، إذ تمنح للمكون السياسي داخلها خارطة طريق نحو الاشتباك السياسي مع قضايا المجتمع والدولة، بعيدا عن استراتيجية الغموض التي ميّزت مسارها سابقا، خصوصا على عهد مؤسسها الراحل عبد السلام ياسين.

ولعل مضامين الوثيقة تعكس هذا المسعى، رغم الإحالات المكثفة على بعض كتابات ياسين في الصفحات الأولى منها، المخصصة للحديث عن قيم المشروع السياسي وغاياته وأهدافه. إلا أن الوثيقة تضع مسافة كبيرة مع فكر ياسين؛ إن على مستوى اللغة، حيث لا نعثر على المصطلحات الفقهية والصوفية التي كانت توظفها الجماعة في تحليل الوضع المغربي؛ أو على مستوى الاقتراحات، التي اقتبست في مجملها من النظريات السياسية المعاصرة حول حكم القانون والمؤسسات، وفصل السلط، وتحييد الدين عن الصراع السياسي…الخ. ما يعني أننا أمام مراجعات عميقة في المشروع السياسي للجماعة، قد تفسح لها الطريق أمام الخوض في بركة السياسة وأوحالها، وبأدواتها أيضا.

تعكس التطورات السابقة في بيت الإسلاميين، سواء داخل الحزب أو الجماعة، وجود إرادة لدى الطرفين لتغيير ميزان القوى القائم لصالحهما، لكن هل يحقق كل طرف منهما الأهداف التي يسعى إليها؟ ما العوامل التي تدفع نحو ذلك؟ وما العوائق التي قد تمنع؟ بماذا تعد الجماعة المغاربة؟ وما الذي سيقوله الحزب مجددا؟ …. تلكم بعض الأسئلة التي يجيب عنها ملف العدد الجديد من مجلة “لسان المغرب” حول حراك الإسلاميين في معمعان السياسة.