حامي الدين: في ذكرى 20 فبراير المغرب يدخل فسادا مزمنا
في الذكرى الـ13 لحراك “20 فبراير”، يرى عدد من المتابعين أن الوضع الراهن لا زال يحمل مؤشرات مقلقة عن واقع الفساد في المغرب، خصوصا على ضوء التقارير الدولية، التي ما فتئت تصنف المملكة في مراتب متدنية، آخرها المعطيات التي حملها التقرير السنوي لمنظمة الشفافية العالمية بخصوص مؤشر مدركات الفساد لدى دول العالم لسنة 2023، الذي وضع المغرب في المرتبة 97 عالميا من أصل 180 دولة، متراجعا بثلاثة مراكز بالمقارنة مع سنة 2022.
وفي هذا السياق، يقول عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية في حديثه لصحيفة”صوت المغرب” إنه، “بغض النظر عن التفاعل السريع الذكي والإيجابي مع المطالب ذات الصبغة السياسية، بوضع دستور جديد، وتنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في نونبر 2011، فإن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة تكشف عن معطيات مقلقة.
ويوضح أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، أن هذه المؤشرات مرتبطة بارتفاع مؤشر الفساد، وهو ما يعكسه التقرير الأخير لمنظمة الشفافية الدولية الذي يتحدث على أن المغرب دخل “منطقة فساد مزمن”، وذلك نتيجة “السياسات الحكومية والقرارات الخاطئة المتخذة من قبيل سحب مشروع القانون الجنائي الذي يجرم الإثراء غير المشروع من البرلمان، وتكريس تضارب المصالح بشكل فج”.
وفي نفس السياق، سجل الأستاذ الجامعي أن هناك “تراجعا ملحوظا في الحقوق والحريات الأساسية، لاسيما ما يتعلق بحرية الصحافة وحرية التعبير، وهو ما يجعل تصنيف المغرب في عدد من المؤسسات الدولية ضمن الأنظمة الهجينة غير الديمقراطية، التي تجمع بين السلطوية والمؤسسات الشكلية”.
إلى جانب ذلك، خلص عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إلى “استمرار تكريس الفوارق بين أبناء المجتمع الواحد في الاستفادة من العديد من المرافق العمومية من أبرزها مرفق التعليم”، والذي قال إنه يشهد “تحللا تدريجيا للدولة من التزاماتها في توفير تعليم عمومي بجودة عالية على غرار التعليم الخاص، مما يرهن مستقبل ملايين التلاميذ من أبناء الفقراء والطبقات المتوسطة غير القادرين على تحمل كلفة التعليم الخاص”.
وتحل اليوم الذكرى 13 لنشأة حركة 20 فبراير التي ضمت شبابا من مشارب وتوجهات سياسية مختلفة، خرجوا في مظاهرات احتجاجية ذات شتاء مطالبين بالديمقراطية والتنمية والحق في الثروة والعدالة الاجتماعية في سياق عربي وإقليمي تميز بمظاهرات غاضبة أسقطت رؤساء وأنهت عمر أنظمة سياسية عمرت لعقود.