جيني ديفيس.. قصة أمريكية قادتها رحلة إلى المغرب فأُغرِمت بقطاراته
أجرت المواطنة الأمريكية جيمي ديفيس سميث زيارة سياحية إلى المغرب في دجنبر الماضي رفقة اثنين من أبنائها، حولتها إلى قصة تحكي فيها علاقتها مع قطارات المغرب، والتي استقلتها في رحلاتها الداخلية، معربة عن إعجابها بتجربة القطار في المغرب، لما تمنحه للمسافر من فرصة للاستمتاع بالمناظر على الطريق، وبأثمنة تراها السائحة جد مناسبة.
تقول جيمي، “حجزت في دجنبر الماضي، رحلة من واشنطن العاصمة إلى المغرب، في آخر لحظة، رفقة اثنين من أبنائي، اخترت الرحلة على موقع Intrepid Travel، لأن العرض كان يتناسب مع ميزانيتي، فضلا عن إعجابي بخط الرحلة التي سأبدأها رفقة أبنائي حال وصولنا إلى الدار البيضاء على متن القطار نحو مراكش”.
وضعت المواطنة الأمريكية، التي تشتغل محامية ومدافعة عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، برنامجا لرحلتها في اللحظة الأخيرة، وكانت خياراتها محدودة عند حجز الرحلة نحو مدينة الدار البيضاء، حيث ستأخذ القطار رفقة ابنيها نحو مدينة مراكش.
لكن وقبل أن تنهي إجراءات الحجز، قررت جيمي في آخر لحظة، أن تُقدم موعد الرحلة ببضعة أيام، على أن تحجز رحلة جوية مباشرة من واشنطن العاصمة إلى مدينة مراكش، تقول إنها بأسعار معقولة، على أن تستقل القطار من مراكش نحو مدينة الدار البيضاء لبدء جولة بالمغرب رفقة ابنيها.
وعلى الرغم من أن الخيار لم يكن مثاليًا بالنسبة لها، إلا أنها لم تمانع في دفع رسوم إضافية مقابل قضاء أيام أطول بالمغرب والسفر من مدينة إلى أخرى عبر القطار (بين مراكش والدار البيضاء).
قررت شراء التذاكر بمجرد وصولي إلى المغرب
أثناء القيام بإجراءات الحجز، أرادت جيمي ديفيس سميث اقتناء تذاكر القطار قبل وصولها إلى المغرب، لكنها لاحظت أن شراء التذاكر أياما قبل موعد السفر يكون ثمنها مضاعفا مرتين أو ثلاث مرات، لذلك أجلت أمر التذاكر إلى حين وصولها إلى مدينة مراكش.
وبعد وصولها إلى المدينة الحمراء، تقول جيمي، “في أول يوم لي في المغرب، سألت حارس الفندق كيف يمكنني شراء تذاكر القطار، فنصحني بالحصول عليها مباشرة من محطة القطار”.
“لم تكن محطة القطار قريبة من الفندق الذي أقمت فيه رفقة أبنائي، أو حتى من أي مكان كنت أخطط لزيارته، لذلك تركت أمر التذاكر حتى اليوم الذي سأغادر فيه إلى الدار البيضاء”، تضيف المواطنة الأمريكية.
“لقد كان الأمر ينطوي على شيء من المغامرة، خشية أن تكون المحطة ممتلئة بالمسافرين، لكنني لم أرغب في قضاء أي من وقتي المحدود في مراكش للقيام برحلة غير ضرورية إلى محطة القطار” تقول المحامية الأمريكية.
محطة القطار كانت رائعة
تنطلق القطارات المتوجهة من مدينة مراكش إلى الدار البيضاء على رأس كل ساعة تقريبًا، لذلك استقلت جيمي سيارة أجرة رفقة ابنيها من باب الفندق نحو محطة القطار قبل بضع ساعات من الوقت المحدد لمغادرة مراكش.
واستعدت المواطنة الأمريكية لكل السيناريوهات حتى الأسوأ منها، مخافة أن تكون محطة القطار مكتظة بالمسافرين، على غرار ما واجهته في بلدان أخرى.
ولحسن حظها، وجدت جيمي محطة القطار بمدينة مراكش منظمة بشكل جيد وبدون اكتظاظ وكان من السهل عليها التنقل بداخلها، والتقطت صورا لها ولأبنائها بالمحطة، بحكم أنها عاشقة للتصوير.
تقول جيمي: “لقد أعجبت بالهندسة المعمارية الجميلة للمحطة، بعناصرها الإسلامية والشمال إفريقية”.
تكلفة تذاكرنا أقل مما كنت أتوقع
كانت تكلفة تذاكر القطار بين مراكش ومدينة الدار البيضاء “منخفضة”، وقد عرفت جيمي ذلك بناءً على بحث أجرته على الإنترنت، كما عرفت كذلك أن ثمن الدرجة الأولى يزيد ببضع دولارات فقط عن الدرجة الثانية، لكنها لم تصدق ذلك حتى سمعت ثمن التذكرة من الشخص المكلف ببيع التذاكر.
“اضطررت إلى التحقق مرة أخرى من أنني سمعت الشخص المكلف ببيع التذاكر بشكل صحيح عندما أخبرني أن تذاكر الدرجة الأولى لي ولاثنين من أبنائي ستكلف 34 دولارًا”.
وتضيف جيمي، “كانت المقاعد لا تزال متاحة في القطار التالي، لذا اشتريت التذاكر وتوجهت إلى البوابة”.
كانت الدرجة الأولى مريحة، لكنها بدأت تضيق شيئا فشيئا
وبمجرد صعودها على متن القطار، وجدت ديفيس سميث المقصورة التي حجزت بها المقاعد لها ولأبنائها، وتقول “جلسنا في المقاعد المخصصة لنا في الرحلة التي استغرقت ثلاث ساعات. كانت مقصورتنا تحتوي على ستة مقاعد في المجموع”.
وبعد فترة وجيزة امتلأت المقاعد الثلاثة الأخرى بالمقصورة، “كنت سعيدة لأننا صعدنا أولاً، بحيث أن اثنين من الركاب في مقصورتنا اضطرا إلى ترك أمتعتهما في الردهة الضيقة خارج المقصورة مباشرةً”.
وتضيف جيمي أنه “على الرغم من أن المقصورة بدت فسيحة في البداية، إلا أنها بدأت تزدحم بمجرد امتلائها بالركاب والأمتعة، ومع ذلك، كانت الرحلة مريحة وهادئة”.
وبعد انطلاق القطار صوب مدينة الدار البيضاء لم تفوت جيمي الفرصة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية في رحلتها الفاصلة بين مدينتي مراكش والدار البيضاء عبر نافذة القطار.
تقول جيمي، “وبينما كنا نسير عبر الخط الرابط بين مراكش والدار البيضاء، استمتعت أنا وأطفالي بالنظر إلى المناظر الجميلة من نافذتين بانوراميتين في مقصورتنا.”
في المرة القادمة، سأحجز المقصورة بأكملها
تقول جيمي إن الرحلة كانت لطيفة للغاية، “ووصلنا إلى الدار البيضاء ونحن نشعر بالراحة”.
ولأن تكلفة التذاكر كانت معقولة، تمنت جيمي أن تكرر زيارتها للمغرب، على أن تستقل رحلة أخرى عبر القطار نحو مدينة مراكش، وتحجز المقاعد الستة في المقصورة بالدرجة 1، خاصة إذا كانت الرحلة أطول، وتقول أنه “بهذه الطريقة، يمكننا أن نسافر بأريحية أكثر ونحتفظ بأمتعتنا معنا داخل المقصورة”.