جوائز قارّتنا العجيبة!
لوائح المرشحين لجوائز الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الخاصة بسنة 2024-رجال، صدرت أمس وصدرت معها مرة أخرى الكثير من الإنتقادات الموجهة لأعلى جهاز كروي قاري، بسبب الإختيارات الغريبة للوائح المصغرة التي ستتنافس على المراتب الثلاثة الأولى في فئات أفضل لاعب وأفضل حارس مرمى وأفضل لاعب نادي إفريقي وأفضل مدرب وأفضل لاعب شاب وأفضل نادي وأفضل منتخب.
مبعث الغرابة (وإن ألفنا ذلك نحن أبناء القارة العجيبة)، هو أولا نشر لوائح الذكور، وتأجيل نشر لوائح الإناث إلى “وقت لاحق” حسب موقع الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، هكذا دون ذكر الأسباب أو العوائق التي أدت إلى هذا التمييز الصارخ.
ثانيا، والذي يهمنا نحن كمغاربة طبعا هو كيف يمكن عدم إدراج لاعبين مغربيين عالميين تألقا مع نادييهما وفازا بألقاب نفيسة في أوربا ضمن العشرة الأوائل، وهما أيوب الكعبي مع أولمبياكوس وهداف مسابقة كأس الأوروليغ، وابراهيم دياز الذي فرض إسمه داخل أعظم ناد في العالم مردودا تقنيا وفوزا بالألقاب الكبيرة، في حين نجد ضمن المرشحين لاعبين لا يعرفهم سوى جمهور فريقهم المغمور في إفريقيا.
واضح أن لوائح المرشحين لجائزة الأفضل في إفريقيا، يلعب بها الكاف لعبته “السياسية” المفضوحة مع بلدان القارة، ويحابي هذا الإتحاد وذاك لحاجة في نفس موتسيبي، مثلما فعل العام الماضي حينما استضاف المغرب (قاعة الأفراح) بمدينة مراكش حفل تتويج الأفارقة، ونجح في تنظيمه لأول مرة على طريقة كبريات الحفلات العالمية لتتويج الرياضيين، ولم يشفع له ذلك في نيل حق حارسه ياسين بونو جائزة أحسن لاعب في القارة، وتمت “قولبته” بشكل فاضح لينال الجائزة النيجيري أوسيمين.
بشكل عام وعلى المستوى العالمي، فجوائز كرة القدم السنوية أو الشهرية أو حتى الخاصة بالمباريات، فقدت الكثير من مصداقيتها، ولم تعد تعني شيئا للعديد من متابعي كرة القدم، وأتذكر استطلاعا للرأي قامت به صحيفة “ماركا” حول تعاطي جمهور الكرة في إسبانيا مع جوائز الإتحاد الدولي “فيفا” الخاصة بأفضل لاعب في السنة، فكانت النتائج صادمة.. 82 بالمائة من المستوجبين يعتبرون أنها لا تستند على أي معيار تقني، وأن منح الجائزة يتم عبر اعتبارات مالية تتعلق بعقود الإشهار والتسويق التي يمتلكها اللاعب الذي تمنح له الجائزة.
ما نشاهده من ترشيحات غريبة في إفريقيا في عملية اختيار الأفضل سنويا، ليست استثناءً، بل هو امتداد ل”إن” الذي تغرق فيها جميع الهيآت الكروية عبر العالم نتيجة تداخل السياسة والمال مع الرياضة، لكن قارتنا السمراء العجيبة تتفوق على الجميع في هذه الألاعيب حتى أصبحت تمارس بطريقة كاريكاتورية و”على عينيك أبن عدي”.