جريمة قتل في “بن حمد” وأشلاء مقطعة.. القصة الكاملة

في مدينة بن حمد، الواقعة شرق مدينة سطات، وقعت جريمة مروعة أثارت صدمة واسعة في صفوف المواطنين، بعدما تم العثور، مساء الأحد 20 أبريل 2025، على أجزاء بشرية داخل أكياس بلاستيكية في مراحيض مخصصة للنساء بالمسجد الأعظم وسط المدينة.
وجرى اكتشاف هذه الأشلاء بالتزامن مع أذان صلاة العصر، ما أدى إلى حالة من الذهول والهلع في صفوف المصلين. وفور إشعارها، انتقلت السلطات إلى عين المكان، حيث عُثر على بقايا بشرية مقطعة، دون الرأس، داخل ثلاثة أكياس بلاستيكية، إلى جانب مجموعة من الأسلحة البيضاء.
هذا الحادث استنفر مختلف الأجهزة الأمنية، من شرطة قضائية، وشرطة تقنية وعلمية، بالإضافة إلى السلطات المحلية، كما تم استقدام فرق متخصصة من مدينة سطات للمساهمة في التحقيق.
باشرت المصالح الأمنية إجراءات المعاينة الأولية لبقايا الجثة، التي تم العثور عليها ملفوفة بعناية داخل الأكياس البلاستيكية بدورات المياه الملحقة بالمسجد، إلى جانب حجز مجموعة من الأدوات الحادة والأسلحة البيضاء التي قد تكون استُخدمت في ارتكاب الجريمة.
وتشتبه الشرطة، في هذه المرحلة من البحث، في شخص كان متواجداً بمسرح الجريمة وقتاً قصيراً قبل العثور على الأشلاء، ويبدو عليه سلوك غير طبيعي واندفاع عدواني، وفقاً للساكنة، وقد تم ضبطه وهو يرتدي ملابس داخلية ملطخة بالدماء.
وفي إطار تعميق البحث، أسفرت عمليات التفتيش داخل منزل المشتبه فيه عن حجز ممتلكات شخصية يُشتبه في ارتباطها بالضحية، ويجري التحقق من مصدرها وملابسات حيازتها.
وفي اليوم التالي، عثرت السلطات على أشلاء بشرية إضافية بالقرب من مؤسسة تعليمية، ما دفعها إلى توسيع دائرة البحث والتمشيط في محيط المدينة بحثاً عن أجزاء أخرى للجثة.
في خضم هذه الصدمة، تساءل المواطنون عن هوية الضحية، خصوصاً بعد تداول روايات عن شجار سابق بين أحد المواطنين وبين المشتبه فيه. وفي هذا السياق، نشر شاب يدعي أنه أحد أقارب الضحية تدوينة على صفحته بموقع “فايسبوك”، ذكر فيها أن خاله المدعو “م.مصطفى” هو من راح ضحية هذه الجريمة البشعة.
ورغم أن هوية الضحية لم تُؤكد رسمياً بعد، إلا أن معطيات ميدانية -منها غيابه عن الأنظار وأغراضه الخاصة- تشير إلى احتمال قوي بكونه المعني، في انتظار نتائج التحاليل الجينية والحمض النووي لتأكيد الهوية بشكل نهائي.
السكان عبروا عن حزنهم العميق إزاء الجريمة، مؤكدين أن الضحية المفترضة كان معروفاً بسمعته الطيبة بين الناس. وعبّر أحدهم عن غضبه قائلاً “واش مبقاش البشر؟ واش اللي يقطع شي حد ويحطو فالمسجد باقي فيه شيء من الإنسانية؟”
أما المشتبه فيه، فقد أكد عدد من سكان المنطقة أنه معروف بسلوكياته العدوانية والاندفاعية، كما أنه كان يشرف على مراحيض المسجد، ما يزيد من الشكوك حول تورطه في الجريمة.
ولا يزال المعني بالأمر رهن تدابير الحراسة النظرية، ريثما يتم استكمال أطوار التحقيق، واستجلاء خلفيات ودوافع ارتكاب الجريمة، قبل تقديمه أمام الوكيل العام للملك لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقه.