“ثورة المزارعين” تجدد استهداف الشاحنات المغربية والمهنيون يطالبون برد فعل
تجددت عمليات استهداف الشاحنات المغربية المحملة بالخضر على الأراضي الإسبانية، وذلك على يد مجموعة من المزارعين الغاضبين من السياسات الأوروبية الجديدة في المجال الفلاحي، وسط مطالب المهنيين برد فعل.
ونقلت وسائل إعلام إسبانية، أن المزراعين الإسبان أغلقوا في احتجاجات أمس الثلاثاء 27 فبراير 2024 الطريق الرابط بين إسبانيا وفرنسا.
وتطورت احتجاجات المزارعين إلى اعتداء على الشاحنات المغربية، حيث تم إفراغها من حمولتها، في مشاهد فيديو تم توثيقها وتداولها على شبكات التواصل الاجتماعي.
دعوة لرد فعل
وفي السياق ذاته، طالب المهنيون المغاربة، الحكومة بالتدخل لحمايتهم، وقال الشرقي الهاشمي، المسؤول في الاتحاد العام لمهنيي النقل في تصريحات صحافية إن “الحكومة مطالبة بالتدخل لحماية شركات النقل المغربية والمستثمرين، وفي المقابل على الأوروبيين احترام اتفاقيات التجارة الدولية وتلك الموقعة مع المغرب”.
ودعت الأوساط المهنية الفلاحية، ممثلة على الخصوص بالفيدرالية البيمهنية المغربية لإنتاج وتصدير الفواكه والخضر والجمعية المغربية لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر، إلى رد فعل ضد هذا الوضع.
كما شرعت أوساط مهنية مغربية في التحضير للقيام بردود فعل تحمي حقوقها وتحفظ مصالحها، ومنها عقد اجتماع بمقر غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بجهة سوس ماسة ترأسه رئيس الغرفة سعيد ضور، بحضور رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب فرع سوس ماسة، ورئيس الجمعية المغربية للنقل، ورئيس الجمعية المغربية المنتجي ومصدري الخضر والفواكه، وانتهى الاجتماع بإصدار بلاغ تم الإعراب فيه عن القلق العميق مما تعرضت له عمليات عبور البضائع بين المغرب والاتحاد الأوروبي، داعيا جميع الأطراف ذات العلاقة إلى التدخل الفوري من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة.
تعليق رسمي
وعلى مدى أسابيع والمئات من الشاحنات المغربية تتعرض للاعتداء على الأراضي الأوروبية، غير أن أول تعليق رسمي مغربي لم يظهر إلا هذا الأسبوع، عندما وجه وزير الشؤون الخارجية والعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، انتقادات شديدة اللهجة للاتحاد الأوروبي، بسبب استهداف الشاحنات المغربية المحملة بالمنتوجات الفلاحية وقال إن الضغط على منتوجات الجنوب “ليس عادلا”.
وقال بوريطة، في ندوة مشتركة له الإثنين 26 فبراير 2024 مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إن دول جنوب المتوسط بدأ الضغط الأوروبي عليها بملف الهجرة، والآن انتقل للمنتوجات الزراعية.
ودعا بوريطة الأوروبيين للعودة إلى الأرقام للوقوف عند الحقيقة، وقال إن أوروبا هي المستفيد من اتفاقية التبادل الحر، والعجز في ميزان التبادل التجاري يميل لصالحها.
وفي الوقت الذي تتصاعد الأصوات في أوروبا للمطالبة بالتضييق على المنتجات الزراعية القادمة من المغرب، يقول بوريطة إن السوق الأوروبي لم يكن سهل الولوج بالنسبة للمغرب، وتم التفاوض من أجل حصة في السوق ومعايير صحية، مشددا على أن “التبادل الحر لا يمكن أن يكون انتقائيا”.