story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

تواصلوا يرحمكم الله!

ص ص

يستعد المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025 و كأس العالم 2030، وهما أبرز منافستين في كرة القدم على المستوى القاري والعالمي، وتشكلان حدثا تاريخيا لا يخفى على أحد تأثيرهما الإيجابي على مختلف القطاعات بالبلد المحتضن، وأيضا مساهمة هذا الإحتضان في تسويق صورة جيدة عنه في الخارج، وترويج ثقافته وثراثه بين بلدان المعمور.

وطبعا كان لابد للدولة المغربية بعد إعلان نيل هذا الشرف أن تبدأ في العمل الفوري استعدادا لهذه المواعيد، حيث شكلت اللجان العليا وأعطيت التعليمات واقتطعت الميزانيات من المال العمومي، وتم التعاقد مع الشركات ومكاتب الدراسات، وعقدت الإجتماعات لوضع كل تفاصيل التنظيم على الطاولة، وبدأت الأشغال في الكثير من المنشآت المقرر استعمالها في الدورتين التي فاز المغرب بتنظيمهما.

عادة كل البلدان التي تترشح لاحتضان إحدى التظاهرات الرياضية الكبرى وتنال هذا الشرف، تفعل نفس الشيء وتبدأ استعدادها بشكل مبكر حتى تكون جاهزة من جميع النواحي في الموعد المحدد، لكن هذه البلدان، أثناء الشروع في أوراش استعدادتها واجتماعاتها التحضيرية، لا تنسى حق شعوبها في الحصول على المعلومة وتلقي تفاصيل ما يجري من استعدادات، وذلك عن طريق إحداث خلية تواصل تشتغل بموازاة مع لجان التنظيم وممثلي جميع المؤسسات المعنية باحتضان التظاهرة الرياضية.

في المغرب حدود إطلاع عموم الناس على ملف احتضان كأسي إفريقيا والعالم، لا يتعدى تعيين الملك محمد السادس لفوزي لقجع كرئيس للجنة التنظيم، وصور بروتوكولية بعد نهاية اجتماعات مسؤولي المغرب والبرتغال وإسبانيا لإعداد تفاصيل التنظيم المشترك لمونديال 2030، ثم ماذا بعد؟ لاشيء. وكأن الأمر يتعلق بمناسبتين كرويتين سيحتضنهما بلد آخر، ولا دخل للمغاربة في كيفية تنظيمه ومعرفة ما يجري في الكواليس بين الجامعة الملكية المغربية والإتحاد الإفريقي والفيفا.

قبل أشهر انطلقت الأشغال في الملاعب التي من المقرر أن تحتضن مباريات كأسي إفريقيا والعالم، لكن لا أحد يعرف بالضبط المعطيات التقنية حول الأوراش، كم اقتطع من ميزانية المال العام لأجل هذه المشاريع، ومن هي المقاولات المشرفة عليها، وما هو تاريخ نهاية الأشغال، وأين تصاميم الشكل النهائي الذي ستصبح عليها هذه الملاعب.. الجواب عن هذه الأسئلة في عداد الغيب، سوى بعض الصور من فوق هذه الأوراش يلتقطها خفية بعض أصحاب الصفحات الفايسبوكية عن طريق طائراتهم المسيرة “الدرون” لمعرفة أين وصلت الأشغال.

في ملف التنظيم المشترك لمونديال 2030 “لا خبار لا آثار” ولا يوجد أي مسؤول مغربي يخرج شارحا للناس أي الملاعب والمدن بالضبط التي ينوي المغرب وضعها على طاولة المفاوضات مع إسبانيا والبرتغال حول تقسيم مباريات المونديال، في الوقت الذي تعج فيه الصحافة الإسبانية كل أسبوع تقريبا بتصريحات المسؤولين عن الملف وعمداء المدن والأندية الكبيرة حول أحقية ملاعبهم في احتضان المباريات الحاسمة.

وقبل أسابيع انتشرت الأخبار عن مأزق حقيقي في تحديد تاريخ كأس إفريقيا للأمم 2025 بالمغرب، في ظل إصرار فوزي لقجع على لعبه خلال بداية الصيف، وإعلان الفيفا قبل ذلك عن تنظيم كأس العالم للأندية في نفس الفترة بالولايات المتحدة الأمريكية، والمشكل أصبح حديث وسائل إعلام عالمية، ويتداوله رواد وسائل التواصل الإجتماعي في كثير من البلدان، بطرح الإحتمالات وتناقل التفسيرات حول تصريحات موتسيبي رئيس “الكاف” وإمكانية تأجيله إلى 2026.. لكن لا أحد من مسؤولينا المكلفين بالملف “عطاتو نفسو” ليتواصل مع المغاربة ويضعهم في الصورة، ويشرح لهم حقيقة ما يجري.

تواصُل المسؤولين العموميين مع المواطنين ليست منة أو “فابور” نفعله متى اقتضت مصلحتنا في ذلك، هو حق دستوري للإنسان في الإطلاع على ما يجري في بلاده، وكيف تدار الملفات والمشاريع التي تقتطع تكلفتها من المال العمومي، وغياب التواصل حول الإستعداد لحدثين ضخمين ستشهدهما البلاد هو نقطة سوداء من المؤكد سيتلقى المغرب ملاحظات بشأنها من قِبل الكثير من المراقبين في الفترة التي تفصلنا عن كأس إفريقيا ومونديال 2023.