تقرير: تدني الأجور ونظام التقاعد يدفع أساتذة المغرب للاستقالة
كشف تقرير حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” أن عامل “تدني الأجور ونظام التقاعد في المغرب يؤديان بالأساتذة إلى ترك هذه الوظيفة.
أرقام ومعطيات
وجاء ذلك في التقرير الذي خصصته المنظمة الأممية لإشكالية الخصاص في الأساتذة والذي حمل “التقرير العالمي عن المدرسين لعام 2024″ والذي قال إن العالم يواجه نقصا حادا في عدد المدرسين، مما يعيق تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وخطة التعليم 2030.
ويشدد هذا التقرير العالمي الأول، الذي يخص الأساتذة في العالم، على مدى إلحاح هذا التحدي داعيا إلى اتخاذ إجراءات فورية لحل هذه الإشكالية.
وفيما يتعلق بواقع الأستاذ المغربي كشفت معطيات التقرير أن الأجور “غير الكافية” التي يتقاضاها المدرسون المغاربة تضعف من قدرات البلاد على الاحتفاظ بمدرسيها.
وأوضح المصدر ذاته أن متوسط الراتب الشهري للأساتذة في المغرب، أقل بأربع مرات من متوسط الراتب الذي يتقاضاه الأساتذة في دول عربية كالسعودية وقطر التي يرتفع فيها هذا الراتب ثلاث مرات مقارنة بالمغرب.
وربط التقرير هذه المعطيات بالخصاص الذي تعرفه بعض التخصصات في المدارس المغربية. إذ تشير البيانات إلى أن 73 بالمئة من الأساتذة الذين شاركوا في استطلاع جاء ضمن القرير، قالوا إن “نظام التقاعد والأجور المتدنية دفعتهم إلى التخلي عن مهنة التعليم وإلى الاستقالة”.
وتجد هذه النتائج تمظهرا لها في واقع المدرسة العمومية المغربية، التي تعرف خصاصا في بعض التخصصات لا تخفيه وزارة التربية الوطنية.
وتعد إحدى هذه التخصصات هي مادة الرياضيات، إذ من المرتقب أن تجري مباريات وزارة التربية الوطنية مباراة لتوظيف أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي في كل من تخصصي الرياضيات والفرنسية، والتي من المنتظر أن تُجرى يوم 20 أبريل الجاري، بهدف توظيف حوالي 1593 أستاذا، يعد 1083 منهم في مادة الرياضيات وحدها.
قطاع “غير جذاب”
وفي هذا الصدد كان قال كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي في تصريح سابق ل”صوت المغرب” إن “عدد الخريجين من الجامعات المغربية في شعبة الرياضيات هو عدد قليل في الأصل، وأغلبهم لا يفضل ولوج قطاع التعليم لأنه غير جذاب بالنسبة لهم” مبرزا أنه “يتم استقطابهم من قطاعات أخرى”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “انخفاض عدد المترشحين لمباريات ولوج قطاع التعليم في تخصص مادة الرياضيات يرجع إلى أن معظم الطلبة الحاصلين على شهادة البكالوريا في تخصص الرياضيات أو حتى البكالوريا العلمية يتوجهون إلى مدارس المهندسين الكثيرة والمتنوعة والجذابة”.
وعن وِجهة خريجي التخصصات العلمية وتخصص الرياضيات على وجه الخصوص، أكد الصمدي أن “معظم الطلبة المتخرجين من الشعب التي تعاني فيها وزارة التربية الوطنية من الخصاص، كتخصص الرياضيات، يتوجه إلى القطاع الخاص أو إلى بلدان خارج المغرب”.
وأبرز المسؤول السابق في وزارة التعليم العالي أن “هذا الخصاص سيستمر وعلاجه لن يكون إلا من خلال تشجيع الطلبة للالتحاق بالمسالك العلمية خاصة في سلك البكالوريا من أجل الرفع من عدد الخريجين، في أفق تلبية حاجيات قطاع التعليم”.