تقرير: الرياضة لا تكاد تتجاوز دقيقتين من النشاط اليومي للمسنين
تُعد الرياضة نشاطاً هامشياً للغاية بالنسبة إلى كبار السن في المغرب، حيث لا تكاد تتجاوز ممارستها دقيقتين فقط يومياً، حسب تقرير حديث للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي أشار إلى أن الزمن المخصص لأنشطتهم الترفيهية بشكل عام يقتصر على حوالي 30 دقيقة يومياً مع وجود تفاوتات بين النساء والرجال.
وأفاد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في تقريره لسنة 2023، الذي توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، بأن الرجال المسنين يقضون في المتوسط 53 دقيقة لمزاولة الأنشطة الترفيهية، بينما تقضي النساء 8 دقائق فقط في هذه الأنشطة، في حين يقضون جزءاً كبيراً من وقتهم في المنزل؛ حيث يشغل الوقت الفيزيولوجي مثل النوم، والوجبات والعناية الشخصية، ما يقرب نصف يوم واحد أي بمتوسط 11 ساعة و8 دقائق في اليوم”.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه ثمة 47 مؤسسة للحماية الاجتماعية بالنسبة للأشخاص المسنين تستقبل اليوم 2564 شخصاً موزعين على صعيد المملكة، وبالتالي “فإن العرض الحالي لا يكفي لتلبية الحاجيات الخاصة بهم، لا سيما فيما يتعلق بالاستفادة من الرعاية الصحية والأنشطة الترفيهية، إذ لا يستفيد حوالي 35 في المائة منهم من التغطية الصحية اللازمة”.
ولفت التقرير إلى أن معظمهم يقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى المرافق الصحية، “لا سيما في العالم القروي حيث تصل هذه النسبة إلى 92 في المائة”، منبهاً إلى أنه “علاوة على ذلك، فإن أزيد من ثلثي المسنين مصابون بأمراض مزمنة حيث تعتبر هذه الفئة أكثر تعرضاً لهذا النوع من الأمراض مع تقدمهم في العمر”.
ومن أجل التخفيف من هذه الصعوبات، ذكر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن السلطات العمومية اعتمدت مجموعة من البرامج والمشاريع الهادفة إلى “تعزيز الشيخوخة النشيطة وتجويد حياة الأشخاص المسنين، وتوفير الرعاية الشاملة لهم وتسهيل حصولهم على مجموعة واسعة من الخدمات الاجتماعية”، إضافة إلى “تقديم دعم نقدي مباشر للأشخاص المسنين الذين يعانون من الهشاشة مع اعتماد مقاربة جديدة ترمي إلى الحفاظ على العلاقات الأسرية مع تقليص العبء الملقى على الأسر”.
وأورد أنه تم اقتراح نوعين من الحلول في هذا الإطار لتنزيل المقاربة الجديدة؛ لافتاً إلى أن الأول يتعلق بالأشخاص المسنين في وضعية التبعية للغير، عن طريق توفير الأطر الاجتماعية المؤهلة للتكفل بالأشخاص المسنين ومواكبتهم خلال النهار، بينما يتعلق الحل الثاني بالأشخاص المسنين المستقلين حيث يتم إيواؤهم داخل مراكز الحماية الاجتماعية.
ودعا المجلس إلى التمييز بين فئتين من الأشخاص المسنين حسب السن من أجل استهداف أمثل لحاجياتهم، مشيراً إلى من سمّاهم “المسنين الشباب” الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 75 عاماً، ولا يزالون نشيطين ويتمتعون بصحة جيدة على العموم، كما يستفيدون من برامج الحماية والأنشطة الاجتماعية للنهوض بصحتهم ورفاههم، إلى جانب المسنين المتقدمين في السن (75 سنة فما فوق) الذين يواجهون غالباً مشاكل صحية أكثر حدة، وتتقلص استقلاليتهم الشخصية مما يستدعي رعاية طيبة خاصة ومواكبة يومية.