story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أمن وعدالة |

تعنيف نساء بالعرائش.. “ضحية” تروي تفاصيل ما حدث وحقوقية تستنكر

ص ص

في مشهد قاسٍ، يظهر رجل في حالة من الغضب الشديد، حاملا عصاً في يده، وينهال بالضرب المبرح على ثلاث نساء: أم تحاول إغلاق باب المنزل، وابنتيها اللتان سقطتا أرضاً وهما تحاولان مقاومة عنفه، لكن بلا جدوى.

مشهدٌ وثقته كاميرا مراقبة لحظة اعتداء شهدت أطواره جماعة العوامرة بإقليم العرائش، يوم الأحد 26 يناير 2025، وأثار موجة استياء واسعة بين من ينتقد السلوك العنيف للشخص في الفيديو، ومن يحاول فهم أسباب الواقعة.

تفاصيل يوم الاعتداء

إحدى “الضحايا” شرحت تفاصيل الواقعة، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، وقالت إن بدايتها (الواقعة) كانت عندما حاول المتهم استفزاز شقيقتها في الشارع العام، ليتطور الوضع إلى مشاذات كلامية “قبل أن يأخذ الرجل بعصا وينهال بالضرب عليها”.

وتضيف الفتاة: “استمر الرجل في ضرب أختي، وعندما حاولت أنا وأمي منعه لم نسلم من بطشه، بحيث بدأ ينهال علينا بالضرب أيضا، ونحن نصرخ ونستغيث، لتنضم إليه امرأة لا نعلم هل هي زوجته أم لا، وأخذت هي الأخرى عصا وشرعت في ضربنا كذلك”.

وفي محاولتنا لأخذ رأي الطرف الآخر في الواقعة، عبر أكثر من اتصال، لم يتسن لصحيفة “صوت المغرب” الاستماع له ومعرفة وجهة نظره، بحكم وجوده رهن الاعتقال، كما تعذر الوصول لأحد أفراد عائلته.

جار غريب

وبخصوص العلاقة بين “المعتدي وضحاياه”، نفت الفتاة أن تكون هناك علاقة تجمع الطرفين، مشيرة إلى أن حضوره بدأ حينما باع شقيقها، قبل أشهر، منزلا يجاور بيتهم الحالي، دون رضى من والدته أو العائلة، وهو ما دفعهم للجوء إلى القضاء من أجل استرداده.

وأشارت إلى أن السيدة التي شاركت الرجل في تعنيفهن، كانت تقطن المنزل -موضوع الدعوى القضائية- منذ ذلك الوقت، بينما كان الرجل يتردد على المنزل بين الفينة والأخرى، دون أن تعلم العائلة بطبيعة العلاقة بينهما.

واستمر الوضع على حاله إلى أن حدث “التهجم على النسوة من قبلهما، صباح الأحد الماضي”. وتم نقلهن إلى المستشفى في حينه، كما تم الاستماع لجميع الأطراف من قبل جهاز الدرك الملكي، يوم الثلاثاء 28 يناير 2025.

“لا مبررَ للعنف”

وفي حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، طالبت رئيسة جمعية منتدى المرأة للمساواة والتنمية بشمال المغرب، فتحية اليعقوبي، بمتابعة الشخص المعتدي ومحاسبته على أفعاله، بإنصاف الضحايا ورد الاعتبار لهن، “بغض النظر عن طبيعة العلاقة التي تربط هذا الشخص بهؤلاء النساء أو الأفعال التي قد ارتكبنها، والتي لا يمكن أن تكون مبرراً للعنف المفرط بهذا الشكل البشع”.

وقالت فتحية إن المنتدى “يتابع بقلق شديد منذ انتشار مقطع فيديو يظهر شخصاً يعتدي على مجموعة من النساء بطريقة بشعة ومقززة، في تحدٍّ صارخ لجميع الأعراف والمواثيق الدولية، وكذلك القوانين الوطنية”.

واستنكرت المتحدثة ذاتها سلوك الرجل، معربة عن “القلق العميق إزاء انتشار مثل هذه المشاهد”، كما شددت على مطالبتها بمتابعة هذا الشخص والتحقيق معه، “لأن العنف، مهما كانت أسبابه ودوافعه، مرفوض تماماً، خاصة إذا كان موجهاً ضد النساء”.

ودعت الناشطة فتحية اليعقوبي إلى تمكين الضحايا من متابعة نفسية واجتماعية تحت إشراف مختصين، لفهم أسباب العنف وآثاره السلبية، وللعمل على تقليل انعكاساته المستقبلية، معربة عن تضامنها معهن وتثمين “كل الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية، بما في ذلك الدرك الملكي، والتي تتابع هذا الموضوع منذ الساعات الأولى”.