تضامنًا مع احتجاجات “جيل Z”.. عضو جماعي بالعاصمة يقدّم استقالته

أعلن، عضو مجلس مدينة الرباط ومجلس مقاطعة اليوسفية موسى العريف، اليوم الثلاثاء 30 شتنبر 2025، استقالته رسميًا من مهامه الانتدابية، تعبيرًا عن تضامنه مع أصوات الشباب التي تعرّضت للقمع خلال احتجاجات “جيل Z”، المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية.
وأوضح العريف في الاستقالة التي وجهها إلى عمدة العاصمة، أن قراره “لم يكن سهلًا”، لكنه جاء تعبيرًا عن قناعة عميقة بأن صرخة شباب المغرب في الشوارع تعكس “معاناة حقيقية مع البطالة، وغلاء المعيشة، وضعف الخدمات العمومية في مجالي الصحة والتعليم”، وهي قضايا وصفها بـ”الجوهرية التي لا يمكن التغاضي عنها”.

وقال المستقيل إنه اختار أن يضع نفسه إلى جانب هؤلاء الشباب، “لا في موقع المتفرج أو الصامت، بل في موقع التضامن العملي”، مشددًا على أن مسؤولية المنتخبين تقتضي أولًا الإنصات للمواطنين، خاصة حين يرفعون أصواتهم بالطرق السلمية للمطالبة بالكرامة والعدالة الاجتماعية.
واعتبر العريف في نص استقالته أن استقالته تحمل “رمزية سياسية”، هدفها التأكيد على أن الوقت قد حان لفتح حوار وطني جاد ومسؤول، يضع أولويات المواطنين في قلب السياسات العمومية، ويعيد الثقة المفقودة بين الشباب ومؤسساتهم.
وفي السياق، قال موسى العريف، عضو مجلس مدينة الرباط ومجلس مقاطعة اليوسفية في حديثه مع “صوت المغرب” أن خطوته تأتي كـ”رد للجميل” تجاه الشباب الذي منحه ثقته في انتخابات شتنبر 2021.
وأوضح العريف أن دخول الشباب إلى الانتخابات الجماعية والتدبير المحلي كان يُنظر إليه كخطوة مهمة للاقتراب أكثر من المواطنين والترافع عن قضاياهم، “غير أن النخب التي أفرزتها انتخابات 2021 لم تكن في المستوى المطلوب”، مضيفًا: “لم نرَ مجالس أو مقاطعات قادرة على الترافع الحقيقي عن مشاكل الساكنة”.
وأشار إلى أنه طيلة ثلاث سنوات حاول، بمعية زملائه، الترافع من داخل المؤسسات عبر الأسئلة الكتابية والمداخلات، “لكن الواقع أثبت أن ما يجري اليوم أبعد ما يكون عن انتظارات الشباب”، قائلاً: “إما أن أبقى أبحث عن الامتيازات والمصالح، أو أن أتخذ موقفًا صريحًا إلى جانب المواطنين”.
وشدد العريف على أن قراره “لم يكن انفعاليًا أو اعتباطيًا، بل جاء نتيجة لتجربة ملموسة، حيث دخل السياسة كمنتخب شاب بأمل أن يجد فضاءً يسمح له بالعمل والتأثير، لكنه اصطدم بواقع تُسيطر عليه المصالح الضيقة ويُهمَّش فيه صوت الشباب”.
وختم بالقول: “السياسة لا تُبنى بالمواجهة الفارغة، بل بالمواقف الثابتة. واليوم اخترت أن أكون في صف الشباب الذين يرفعون أصواتهم من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية”.