تخليداً لذكرى النكبة.. مظاهرة حاشدة أمام البرلمان تطالب بإسقاط التطبيع

شهدت العاصمة الرباط، يوم الجمعة 16 ماي 2025، مظاهرة شعبية تخليداً للذكرى 77 للنكبة، التي توافق الخامس عشر من كل سنة، ندد فيها المتظاهرون باستمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة، وطالبوا بوقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي تستمر إلى الساعة العاشرة ليلاً، الأعلام الفلسطينية، وصور قادة المقاومتين الفلسطينية واللبنانية الشهداء، كما رفعوا شعارات رافضة للتطبيع من قبيل “ارفع شارو الزيرو، للمطبع هاهي”، وأخرى تساند المقاومة من قبيل “ارفع شارة الانتصار للقسام تحية”.
وشارك في الوقفة التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، عدد من الهيئات المدنية والنقابية من قبيل حركة التوحيد والإصلاح، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، إلى جانب النقابة المغربية للتعليم العالي، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
وفي هذا الصدد، وقف عبد الحفيظ السريتي، منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، عند شعار الفعالية “لا نكبة بعد الطوفان.. ولا تطبيع مع الإبادة والعدوان”، مشيراً إلى أن الشعار يلخص تصور مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين للصراع الدائر اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح السريتي أنه “لا نكبة بعد الطوفان”، يشير إلى أن “الطوفان هو حلقة أساسية في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي، لافتاً إلى أنه “رغم أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة قدّموا تضحيات جسيمة، فإن المقاومة مستمرة في كفاحها ضد المجرمين”.
كما أنه “رغم أن المجتمع الدولي لم يتحمل مسؤوليته في وضع حد لهذا العدوان المستمر للمجرم نتنياهو وجماعته الإرهابية القاتلة للأطفال والنساء”، يضيف المتحدث “لا يمكن أن تكون هناك علاقة مع هذا الكيان، إذ لا تطبيع مع الإبادة والعدوان”، مطالباً المسؤولين الدولة المغربية بقطع كل أشكال العلاقات مع إسرائيل.
وأوضح أن فعالية اليوم متميزة عن باقي الوقفات التي دأبت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين على تنظيمها كل أربعاء، قبل أن تتحول إلى الجمعة، بحيث أنها “مستمرة من السابعة إلى العاشرة”، كما تضمنت وصلات وكلمات خطابية لمكونات مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.
واعتبر السريتي أن هذه المناسبة، تبرز “أن القتل والإجرام، الذي رافق بدايات تأسيس هذا الكيان العنصري الإجرامي سنة 1948، مستمر حتى اليوم في عام 2025″، معرباً عن استنكاره “الاستمرار في القتل والتدمير، ومحاصرة الشعب الفلسطيني، وتجويعه”.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني يعيش وضعية مأساوية، في حين لم تقم المقاومة إلا بواجبها من أجل مواجهة الاحتلال، “ووضعه أمام مسؤولية العالم قاطبة، خاصة وأن الفلسطينيين يعانون تحت وطأته منذ قرن من الزمن”.
ولفت إلى المجاعة التي تعيشها غزة، مشيراً إلى أنها “سُبّة للعالم العربي والإسلامي”. وتساءل: “كيف لهذا العالم، الذي يمتلك ثروات كبيرة، أن يموت الفلسطينيون أمامه جوعاً؟”، مبيناً في المقابل “كيف تمكنت جولة ترامب من حصد المليارات دون أن نقدم شيئاً للفلسطينيين”.
وتساءل السريتي بشأن الوعود التي برزت عندما تم إطلاق الرهينة الأمريكية من قبل المقاومة، إذ كان من المنتظر فتح المعابر وتقديم المساعدات، واسترسل قائلاً “لكن لم نرَ شيئاً من هذا”. وأضاف: “رأينا أن الحصار لا يزال مطبقاً على الفلسطينيين، ولا يزال الإجرام متواصلاً بطريقة شنيعة وكبيرة وواسعة”.
وقال إن ذلك “يطرح على العرب والمسلمين، مرةً ثانية، مسؤولية كبرى، إذ أنهم إذا لم يتحركوا، فسيتركون غزة تباد وحيدة”، مشدداً على أن ما يحدث “إبادة جماعية يتابعها العالم على شاشات التلفزة، ولكن دون أن يتحرك الضمير العالمي لوقف هؤلاء المجرمين عند حدهم”.