تحقيق: حسابات إسرائيلية وإيرانية وروسية وراء حملة رقمية ضخمة لتشويه المعارضة السورية
كشف تحليل رقمي، وجود حملة رقمية ضخمة، لتشويه صورة المعارضة السورية، بدأت قبل الإعلان عن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 دجنبر 2024، وامتدت لتشمل منصات ومواقع في عدد من البلدان، حيث يتركز الرأي العام المهتم بالشأن السوري.
وقالت منصة “إيكاد” المتخصصة في تحقيقات المصادر المفتوحة، إن التحليل الرقمي الذي أجرته، أثبت وجود اتهامات وأكاذيب وسرديات متشابكة، صاغتها حسابات إسرائيلية وروسية وإيرانية لتحريف المشهد، وخوض هجوم منسق على المعارضة السورية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
“إيكاد” التي فككت حملة رقمية هاجمت المعارضة السورية منذ بدء عملية ردع العدوان، كشفت طبيعتها والرسائل التي تبثها لتحقيق أهدافها، عن طريق إدارة هجوم إلكتروني، وصل التفاعل فيه خلال مهاجمة المعارضة السورية منذ بدأ عملية ردع العدوان حتى يوم 5 دجنبر 2024 إلى 27,269 تفاعل، في موجة وصلت ذروتها في 1 دجنبر 2024، وكان عدد الحسابات المشاركة في تلك التفاعلات 16,196 حساب.
بتحليل طبيعة المتفاعلين في هذه الحملة، تقول المنصة إنها وجدت أنهم ينقسمون إلى 3 مجموعات رئيسية، الأولى لحسابات إسرائيلية، والثانية لحسابات روسية، والثالثة لحسابات إيرانية.
وعن الحسابات الإسرائيلية التي ساهمت في استهداف المعارضة السورية، يقول التحقيق إنها روجت لوصف المعارضة السورية بأنها “داعش” وربطها بتركيا والإرهاب، كما روجت لفيديو يدعي تحطيم أحد عناصر المعارضة لشجرة عيد الميلاد في حلب بعد السيطرة عليها، ليظهر أن الشجرة لم تتم إزالتها بعد ذلك.
كما روجت الحسابات لسرديات أخرى، مثل بث تحذيرات من أن تتحول سوريا إلى نظام الخلافة، وأن المعارضة أخطر من ميليشيات إيران، وتصوير قلعة حلب أنها أصبحت قاعدة للمتطرفين وترويج أنها ستصبح أرضًا لحماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى، التي وصفوها بالإرهابية.
وبتحليل أبرز المتفاعلين في دعم هذه المجموعة الإسرائيلية، وجد التحليل أن الأمر يتعلق بحساب Hananya Naftali الذي يشغل منصب مستشار وسائل التواصل الاجتماعي لنتنياهو، وحساب Osint613 الإسرائيلي الإخباري والمتخصص في مصادر مفتوحة.
أما السردية الروسية، يقول التقرير إنها روجت مثل الحسابات الإسرائيلية لروايات ربط المعارضة بالإرهاب وتركيا، وروجت الحسابات لمقال كتبته الناشطة البريطانية VanessaBeeley الداعمة لنظام الأسد، والذي يزعم دعم واشنطن وإسرائيل والقاعدة وتركيا للمعارضة، ووجود مشاركة عسكرية.
أما الحسابات الإيرانية، فتشير نتائج التحقيق إلى أنها تشابهت هي الأخرى مع الروسية والإسرائيلية، وصفت المعارضة بالإرهابية المدعومة من أردوغان، كما روجت لمزاعم بعمل قناة الجزيرة على تلميع المعارضة السورية وتخفي ارتباطها بإسرائيل.
وبتحليل أبرز الحسابات المشاركة في السردية الإيرانية، رصد التحقيق أن الأمر يتعلق بحساب Iran Observer الإخباري الإيراني، وحساب AryJeay الباحث والكاتب الإيراني، وبتجميع طبيعة تفاعلات هذه المجموعات يجد التحقيق أن كل مجموعة كانت تروج لسردية تخدمها، لكنهم أيضًا اشتركوا في ترديد سرديات متماثلة، منها تشبيه المعارضة السورية، بالتنظيمات الإرهابية مثل “القاعدة” و”داعش”، وربط المعارضة السورية بتركيا وكذلك بتشجيعها للتطرف والإرهاب.
وفي النتائج، يخلص التحقيق إلى أن المجموعات الثلاث، باختلاف جنسياتها على تشويه المعارضة السورية، حيث أن الحسابات الإسرائيلية تستغل القلق من التطرف لتشويه المعارضة وربطها بالإرهاب، وأن الحسابات الروسية تروج لنظريات المؤامرة وتتهم الغرب وتركيا بدعم المعارضة، والحسابات الإيرانية تضيف رواياتها الخاصة لتصوير المعارضة كأداة لأعدائها الإقليميين، فيما توحّد هذه الأطراف سردياتها لضرب مصداقية المعارضة، وتحقيق مكاسب سياسية تخدم أجنداتها الإقليمية.