story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

بونعمان: وقف العدوان على غزة يتطلب إرادة جماعية.. والدعم العربي غير كافٍ

ص ص

قال سلمان بونعمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، إن “الإبادة في غزة، والآن في الضفة، وما يصاحبها من تهجير وتجويع وتعطيش، هي محاولات لتركيع الفلسطينيين ومنعهم من التفكير في المقاومة”، لكنه شدد على أن هذا الكيان “ليس إلهاً يحكم العالم، بل هناك قوى وديناميات يمكن أن تتحرك إن توفرت الإرادة الجماعية”.

وفي هذا السياق، أشار بونعمان، في تصريحه لـ”صوت المغرب”، على هامش توقيع المؤلف الجماعي بعنوان “القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر الأبعاد التاريخية والتحولات الجيواستراتيجية”، الأحد 20 أبريل 2025، بمعرض الكتاب، (أشار) إلى أن القضية الفلسطينية بعد 7 أكتوبر “كسبت زخماً رمزياً وسياسياً وإنسانياً، ووجدت تعاطفاً عالمياً غير مسبوق من شعوب ونخب كانت سابقاً بعيدة عنها”، حيث ذكر أن “التظاهرات امتدت حتى اليابان وكوريا، ما يعكس وصول صوت المظلوم الفلسطيني إلى كل بقاع العالم”.

لكن في المقابل، نبه بونعمان إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في “كيفية استثمار هذا التعاطف الدولي لصالح القضية الفلسطينية”، حيث انتقد غياب “مشروع نهوض عربي موحّد” قادر على الضغط لتحقيق مكاسب ملموسة، معتبراً أن المشكلة تم اختزالها في “بندقية المقاومة بدلاً من التركيز على الاحتلال ذاته”.

وفي هذا الإطار، أضاف المتحدث، أن الدول العربية “تبذل جهودا في الدفاع عن القضية، لكنها لا تزال دون المستوى المطلوب”، حيث دعا جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والنخب، إلى أدوار سياسية وإجرائية “أكثر فاعلية”، لوقف الإبادة الوحشية التي تنتهك كل مبادئ القانون الدولي الإنساني.

وبالحديث عن موازين القوى، يرى بونعمان أن “هناك عوامل قد تساهم في تغيير المشهد، منها صمود الشعب الفلسطيني، وتصاعد الاحتجاجات، وتماسك المقاومة، مقابل تفكك داخلي وصراعات داخل الكيان الإسرائيلي”، معبرا عن أمله في أن تُحدث هذه الديناميات “رجة إيجابية لصالح القضية”.

وعلى مستوى التحولات الكبرى، أوضح بونعمان أن “القضية الفلسطينية شهدت تحوّلاً استراتيجياً ومفصلياً منذ السابع من أكتوبر، مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، التي أحدثت مستجدات وتوترات على مختلف المستويات الإقليمية والدولية”، حيث أشار إلى أن هذه العملية “أعادت إحياء الشعور الإنساني والضمير الجمعي بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المحاصر منذ أكثر من 17 سنة”.

كما أضاف أن طوفان الأقصى “شكّل تذكيراً صريحاً للعالم بصمته تجاه حقوق الفلسطينيين، وبمثابة صرخة وجودية احتجاجية تعبّر عن معاناة شعب محاصر، كما أن العملية كانت رفضا قاطعا لأي تدنيس للمسجد الأقصى، ورسالة بأن هناك قضايا لا ينبغي السكوت عنها”.

وتابع أن تداعيات السابع من أكتوبر كانت مؤلمة على المستوى الإنساني بالنسبة للشعب الفلسطيني، إلا أنها جاءت “كرد فعل طبيعي على ممارسات كيان استيطاني إحلالي لا يؤمن سوى بلغة العنف والقوة”، ملفتا إلى أن المشروع الصهيوني “دائما ما كان ولا يزال يحمل عقيدة إبادية لا تقبل التعايش مع الآخر”.

ويٌعد “القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر الأبعاد التاريخية والتحولات الجيواستراتيجية”، عنوان المؤلف الجماعي الذي أصدرته مؤسسة عقول الثقافة بشراكة مع مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات.

ويعتبر هذا المؤلف أول عمل أكاديمي جماعي يدرس القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر وتداعيات معركة طوفان الأقصى، بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين متخصصين، تحت إشراف وتقديم وتحرير، الدكتور سلمان بونعمان.

ويسعى هذا الكتاب الجماعي إلى فهم عميق لطبيعة الصراع القائم في المنطقة، وأبعاد المشروع الصهيوني الفكرية والسياسية والاستراتيجية، فقد جاءت محاوره مستوعبة أبعاد القضية الفلسطينية باختلاف جوانبها في ظل تحولات معركة طوفان الأقصى وما نتج عنها من تداعيات جيوستراتيجية واقتصادية وسياسية وقيمية، وما أفرزته من نماذج جديدة في الحروب العسكرية وأشكال المقاومة التحررية.

وقد اجتهد الأساتذة والباحثون المتميزون والمترجمون في قراءة التحديات الضاغطة والصعبة التي تمر منها القضية الفلسطينية والمنطقة العربية الإسلامية، ووضع القضية الفلسطينية في سياق صراع المشاريع الكبرى ورهانات القوى الدولية والسياسات الغربية في المنطقة، إضافة إلى تحليل الوضع الفلسطيني والعربي والدولي في خضم تحولات معركة طوفان الأقصى، وهي محاولة من أجل بناء موقف علمي يتجاوز العرض التسطيحي والمقاربات الاختزالية، ليغوص في أعماق الأحداث بما ينتج رؤية للواقع والمآل أكثر تفسيرية وموضوعية منصفة.