story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
إعلام |

بوخصاص: الإعلام المغربي يواجه تحدي الفوضى على مستوى التنظيم

ص ص

قال الباحث الجامعي كريم بوخصاص إن الإعلام المغربي يواجه تحدي “الفوضى على مستوى التنظيم”، وذلك بسبب “صعوبة التمييز بين ممارسي المهنة المتمثلين لأدوارها والمتطفلين”، وسط إغراق القطاع بمتدخلين “غير نظاميين”، مشددًا على أن هذا الوضع يفرض ضرورة التنظيم، وذلك شريطة ألا يتحول الوضع إلى “فوضى مزاجية” تهدد سلامة المهنة.

وقال بوخصاص خلال ندوة وطنية نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف (FMEJ)، السبت 12 أبريل 2025، تحت عنوان مركزي: “الصحافة المغربية: الأزمة الوجودية وسبل الإنقاذ”، إن الإعلام اليوم يواجه “أزمة وجودية” تطال هوية العاملين فيه، وطبيعة الوسائط والمصطلحات والمضامين، في ظل “تداخل فوضوي للمحتوى”.

وأضاف بوخصاص أن “الصحافة لم تعد كما كانت”، إذ تداخلت فيها مفاهيم الصحافي المهني، والحر، والعرضي، والمؤثر، والمتطفل، والموجه، والمزيف، والمشبوه، مشيرًا إلى أن “الجانب التجاري غلب بشكل كبير على الجانب القيمي في المؤسسات الإعلامية”.

وأمام هذه التحديات، أبرز المتحدث أن “الإعلام تحول من أداة للتبليغ والتنوير إلى وسيلة للتزييف والتهييج والتمييع والدعاية والعدوانية والتطرف، وبات يُستخدم للتحكم في السلوك والقرارات حتى في أقوى الدول”، لافتًا إلى أننا بتنا نعيش “حالة جهنمية” يُستعمل فيها الإعلام كـ”سلاح فتاك ضد الدول”.

وأردف أن تحدي الذكاء الاصطناعي فاقم الفوضى الإعلامية، وأصبح الإعلام محاصرًا وسط ضجيج المحتوى الزائف أو التزييف العميق، مما أدى إلى تآكل الثقة وصعوبة التمييز بين الحقيقة والتضليل.

وفي ظل هذا الوضع، دعا بوخصاص إلى العمل على تحصين هوية الصحافة المغربية مؤكدًا على أن “تأثير المؤسسات الإعلامية يُقاس بوزنها التحريري، وجودة محتواها، وقيامها بوظائفها الكاملة في الإخبار، والتثقيف، والترفيه، وليس بعدد موظفيها أو رقم معاملاتها”.

كما شدد على أن “التنظيم الذاتي هو أفضل وسيلة لتكريس استقلالية الصحافة”، محذرًا من “الاستهتار” بالمقاصد السياسية والقانونية التي ينبغي أن تؤطرها الدولة وتحتكم إليها. كما أكد على أن التنظيم الذاتي يهم القضايا الداخلية للمهنة، خاصة ما يتعلق باحترام القوانين والأخلاقيات، وليس الانشغال بقضايا مثل الدعم وغيره.

ومن جملة التوصيات أيضا، يضيف المتحدث، العمل على إرجاع المجلس الوطني للصحافة إلى وضعيته الطبيعية، مع السعي إلى النهوض بعمله، محذرًا من “تكريس المؤقت أو استدامته، لما يمثله ذلك من ضرب لفلسفة التنظيم الذاتي”.