بوتين يبشر المغرب بإعداد اتفاق تجاري جديد
لم تتأثر العلاقة الاقتصادية بين المغرب وروسيا بالتبعات السياسية للحرب الروسية على أوكرانيا وخروج المغرب عن حياده بالاصطفاف في المعسكر الغربي، وهو ما ترجمه استمرار التعاون الاقتصادي الروسي المغربي، وإعلان روسيا عن إعدادها لاتفاقية جديدة مع المغرب.
وفي ذات السياق، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن العمل على إعداد اتفاقيات تجارية مع 4 دول عربية في أفريقيا من بينها المغرب، منوها بضرورة التركيز على جميع الدول في القارة الأفريقية الضخمة.
وقال بوتين خلال اجتماعه مع أعضاء الحكومة الروسية: “نحن نعد اتفاقيات حول مناطق تجارة حرة مع مصر والمغرب وتونس والجزائر، جميعها في شمال أفريقيا”.
وأضاف بوتين موضحا: “هناك الكثير مما يسمى بنقاط التنمية في القارة، وهناك بلدان مثيرة للاهتمام للغاية. لذلك، لا ينبغي بأي حال أن نفوّت مناطق أخرى”.
وتابع بوتين: “القارة كبيرة ومن الواضح وبحسب العديد من الخبراء، أنها ستتطور بشكل إيجابي وستعوض ما فاتها ربما العقود الماضية”، وأشار إلى أن العلاقات السياسية المبنية على الثقة والصداقة بين روسيا وأفريقيا يجب أن تعمق التعاون الاقتصادي بينهما.
وكان الممثل التجاري لروسيا الاتحادية في المغرب، قد خرج شهر مارس الماضي، للتأكيد على أن التبادل التجاري المغربي الروسي ارتفع بنسبة 42٪ إلى 1.6 مليار دولار أمريكي، وهي نسبة تبقي على المغرب “الشريك التجاري الأهم لروسيا في إفريقيا”.
وتفاءل المتحدث الروسي، بظهور سلع روسية جديدة في الأسواق المغربية ضمن صادراتها، وهي الغازات البترولية والمحروقات الغازية، ومحركات الاحتراق الداخلي، ومستحضرات التجميل ومعدات تحضير التبغ، والآلات الكهربائية والميكانيكية المنزلية، كما بشر بزيادة متوقعة في المشاريع الروسية المغربية المشتركة سنة 2022، متوقعا ارتفاع الشركات الروسية الصغيرة والمتوسطة الحجم في السوق المغربية.
وفي ذات السياق، وجه المجلس التنسيقي للمنظمات والمواطنين الروس في المغرب، والتمثيلية التجارية لروسيا في المغرب، دعوة للمواطنين الروسيين، من أجل الإقبال على السياحة في المغرب بدل أوروبا، ليصبح الوجهة الرئيسية للراغبين في السياحة خارج البلاد في وقت قريب، ناقلين عن مصادر دبلوماسية مغربية، استعداد الخطوط الملكية المغربية لإطلاق خط جوي أسبوعي ثالث نحو موسكو، واستعداد ناقل جوي آخر، لإطلاق خط جوي مباشر يربط روسيا بمدن الصويرة وأكادير.
يشار إلى أن المغرب اختار طويلا “الحياد الإيجابي” في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بالنأي بنفسه عن اتخاذ أي موقف ينتظر من خلاله لأحد طرفي النزاع، وهو موقف صمد لحوالي السنة، قبل أن يلتحق المغرب بالمعسكر الأمريكي الاوروبي، في شهر أكتوبر الماضي، بالتصويت لصالح إدانة الأمم المتحدة ضم روسيا لأربع مناطق في أوكرانيا.
وعلى الرغم من التصويت ضد روسيا أمام الأمم امتحدة، إلا أن المغرب امتنع عن إطلاق أي تصريحات ضد روسيا في حربها على أوكرانيا، كما أنه رفع تمثيليته في قمة روسيا-افريقيا التي احتضنتها سان بيطرسبورغ الأسبوع الماضي، بمشارتكته بوفد يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش.