بنسعيد: الرهان على الدولة العصرية هو ما يُمكّن من تحقيق التقدم
قال عالم الاجتماع المغربي، الدكتور إدريس بنسعيد إن المغرب لا يمكن أن يحدث فيه تقدم (وليس مجرد نمو) ما لم يتم المراهنة على الديمقراطية والدولة العصرية كأساس، على أن تكون إمارة المؤمنين والمخزن كمكملات فقط.
وشدد بنسعيد خلال استضفاته في برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، على ضرورة التمييز بين النمو والتقدم، على اعتبار أن النمو هو زيادة في الثروة وفي البنية التحتية والإقتصاد وغيرها ولكن دون إحداث نفس النمو في حقول الثقافة والإنسان والسياسة في حين أن التقدم هو الزيادة في كل هذه المجالات كجبهة واحدة، بشكل تفاعلي.
وأضاف “لا يمكن أن يحدث هذا التقدم إلا إذا راهنا على الدولة العصرية وأن الدولة المخزنية وإمارة المؤمنين ليست بدائل عن ذلك ولكن مجرد مكملات تنسجم مع العمق التاريخي للمغرب ومع نظرته الإستشرافية”.
وأضاف “كنا نلاحظ هذا التوجه بداية العهد الجديد حيث كانت مراهنة على المجتمع المدني وإنعاشه لكن بعد ذلك بدأنا نرى تغيرات”.
واعتبر بنسعيد أن هناك وجود تغول للأجهزة التي خلقت لتكون في خدمة المؤسسات، وأضاف “صحيح أن مؤسسات قوية تحتاج أجهزة قوية لكننا بدأنا نرى أن المؤسسات تفرغ من القوة الداخلية الكامنة فيها التي يعطيها الدستور، سواء تعلق الأمر بالبرلمان أو الأحزاب السياسية والنقابات والإعلام وكل المؤسسات الأخرى التي تم إضعافها ما نزع عنها ثقة المواطن”.
وأشار في هذا السياق على الخصوص إلى الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية والمندوبيات والأجهزة الإستشارية وبعض مراكز الثقل التي أصبحت هي الأساس وأعطيت لها إمكانيات لتعمل بنجاح، حتى صارت لها قدسية، حسب وصفه.
وسجل المتحدث أنه خلال أزمة كوفيد- 19 كانت وزارة الداخلية هي الفاعل الرئيسي في التدبير، بينما لم تعط مؤسسات كالبرلمان والأحزاب السياسية حتى الحق في الكلام، والأمر ذاته حصل خلال زلزال الأطلس الكبير في شتنبر 2023.