story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
إعلام |

بنعبد الله: حينما تنضاف مشاكل الإعلام إلى مشاكل السياسة.. تصبح الديمقراطية في خطر

ص ص

قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير الاتصال السابق، إن “واقع المشهد الإعلامي الحالي يتطلب من الجميع الوعي بمسؤولياتهم، بمن فيهم السياسيون والأحزاب والإعلام ومنظمات المجتمع المدني، لمواجهة التوجه الحالي وفرض توجه مغاير قادر على المساهمة في مسار ديمقراطي حقيقي”.

وأضاف بنعبد الله، خلال فعاليات اللقاء الذي نظمته صحيفة “صوت المغرب” السبت 06 دجنبر 2025 بمناسبة ذكرى تأسيسها، أن “المشهد السياسي الحالي يعاني من مشاكل كثيرة”، محذرًا من أنه “حينما تنضاف إلى ذلك المشاكل المرتبطة بالمشهد الإعلامي، تصبح آنذاك الديمقراطية في خطر”.

واعتبر وزير الاتصال السابق أن “الوضعية التي تعيشها الصحافة في الوقت الحالي لم يسبق لها مثيل، حتى في الساعات الحالكة التي عاشها الإعلام الوطني”، مبرزًا أن “الصحافة بلغت القاع في تراجع احترام الأخلاقيات، وتدخل الدولة في شؤون الإعلام بهدف التأثير على الرأي الإعلامي والرأي العام الوطني، إضافة إلى بلوغ مستوى غير مسبوق من سيطرة وقوة المال، مما أدى إلى انتشار الممارسات الفاسدة”.

وشدد بنعبد الله على أن “المؤسف أكثر هو أن هذا الوضع المتدني يأتي بعد الصحوة والتقدم اللذين عرفهما المشهد الإعلامي المغربي منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وأفضيا إلى مسلسل التنظيم الذاتي وإحداث الآليات الكفيلة بتنظيم المجال الإعلامي”، مقرًا بأن تلك الخطوة شكلت تقدمًا هائلًا آنذاك.

وتابع أن “المضايقة على الصحافة كانت واقعًا عاشه المغرب منذ البداية، لكن التدخل بشكل مباشر في شؤون الإعلام من أجل إحداث آلية أخرى بناء على معايير مرتبطة أساسًا بقوة المال، والسعي نحو استمالة عدد من الأوساط الإعلامية للتقليل من الأصوات المشاكسة والمعارضة، أمور غير مسبوقة وتشكل خطرًا كبيرًا”، وفق قوله.

واعتبر أن “الحكومة الحالية فرضت عدة قوانين ومراسيم عمقت الأزمة”، مؤكدًا أن “هذا الأمر بدأت تظهر نتائجه، المرتبطة بالمجلس الوطني للصحافة الذي شكل في مرحلة ما قفزة نوعية”، مضيفًا أن “النقابة الوطنية للصحافة لم تنجُ بدورها من ذلك وتم استهدافها بشكل أو بآخر”.

وفي غضون ذلك، أكد بنعبد الله أن “ما يجب الحفاظ عليه هو الاحترام والتقدير المتبادلان، وأن يفهم الجميع أن الهدف يجب أن يكون مشتركًا، وأن يعمل الجميع معًا على تصحيح المسار الذي عرف اعوجاجات وانحرافات أضحت خطيرة بشكل كبير”.

كما أكد “أهمية وعي الجميع بضرورة إحداث توافق جديد، وتوفر إرادة سياسية للمشرفين على السياسات العمومية، وعلى رأسهم الحكومة والجسم الإعلامي، إلى جانب إحداث شروط لحوار جديد، ومد الجسور والجلوس حول طاولة الحوار، لأن الأزمة عميقة”.

وإلى جانب ذلك، شدد المتحدث على “ضرورة البحث عن القامات الممكن لها أن تساهم في تطوير وتحسين الأجواء الحالية إلى ما هو إيجابي”، مشددًا أنه “لا يمكن الاستمرار بهذا النهج”.

ولفت إلى “الدور المحوري الذي يلعبه السياسيون في إيقاف التشرذم غير المسبوق الذي يشهده قطاع الصحافة، إذ أصبحت المنظمات المهنية تتصارع فيما بينها بأساليب لا تليق أبدًا”، كما أشار إلى انتشار وتكاثر التشهير والسب والشتم بين الصحفيين أنفسهم.

وشدد في هذا السياق على أن “مساري السياسة والإعلام واحد، وأن الاثنين موجودان فوق غصن واحد، وأن الديمقراطية مهددة بالسقوط إذا غاب دور واحد منهما”، مؤكدًا أن “الأصل في الحديث عن الإعلام والديمقراطية والحريات هو الحديث بداية عن دور السياسة”.