بنعبد الله: حكومة ابن كيران كانت أكثر صمودا ولم تتخذ أي إجراء ضد الحريات
لا زال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، يدافع على قرار التقارب مع حزب العدالة والتنمية على اختلاف المرجعيات الفكرية بين الحزبين، وعن مشاركته في الحكومة التي قادها الإسلاميون بعد الربيع العربي، حيث يرى أن حكومة عبد الإله ابن كيران على الخصوص، كان لها القدرة عل ىالصمود، وتميزت بالشحنة السياسية، بخلاف الحكومة الحالية لعزيز أخنوش.
وقال بنعبد الله، خلال حديثه في برنامج “ضفاف فنجان” على منصة “صوت المغرب”، إن التحالف الطبيعي لحزبه، كان يفترض أن يتجه نحو أحزاب الكتلة، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال، إلا أنهما رفض االتجاوب مع دعوة “استنهاض الكتلة” التي كان قد أطلقها مولاي اسماعيل العلوي في نهاية قيادته لحزب التقدم والاشتراكية وأعاد بنعبد الله نفسه إطلاقها مع بداية وصوله لقيادة الحزب.
وأوضح بنعبد الله أن توجه حزبه نحو التحالف مع العدالة والتنمية داء تيجة لعدم قدرته على “المقاومة لوحده”، نافيا أن يكون هذا القرار نحو المشاركة في تدبير الشأن العام مع الإسلاميين متسرعا، بدليل أنه خلال حكومة عبد الإله ابن كيران لم يتم اتخاذ أي إجراء منافي لمرجعية الحزب التقدمية، أو مضاد للحريات أو الطابع الديمقراطي للمجتمع أو مضاد للطموحات الاجتماعية بما فيها علاقة الرجل بالمرأة.
وتحدث بنعبد الله عن تفاهم قال إنه كان مع الإسلاميين خصوصا خلال حكومة عبد الإله ابن كيران، لتدبير الخلافات الفكرية بين الحزبين المتبانينين في المرجعية، وقال إنه “كان هناك تفاهم ونحن بدورنا كنا نراعي لبعض الأمور في مطالبنا التحديثية التقدمية، ولم نفقد أي شيء في تحالفنا مع العدالة والتنمية”.
وعاد بنعبد الله بالذاكرة إلى تفاصيل بداية فك الارتباط مع الإسلاميين، وقال إنه خلال الولاية الثانية لتدبير الإسلاميين للحكومة “مع ما كان يمارس من قبل أربعة أحزاب أخرى لم تكن نفس القدرة على لاصمود والرغبة في الإصلاح، واستشعرنا الخلل”.
وبدأت الأزمة تتجسد عند ما يصفه بنعبد الله بـ”صنع قضية الحسيم وتصفية عدد من الوزراء”، وهي القضية التي أخرجته من الحكومة، والتي يرى أن حزبه أدى فيها ثمن تحالفه السياسي، ليتم اتخاذ قرار الخروج من الحكومة بشكل نهائي مع اقتراح تعديل حكومي.
وعلى الرغم من المسافة التي تعمقت بالخلاف حول تعديل مدونة الأسرة، يقول بنعبد الله إن علاقة حزبه مع العدالة والتنمية لم يتنقطع، والخلافات معه الآن هي نفس الخلافات الدائمة معه، وهي المرتبطة بالقضايا القيمية.