بنسعيد: الصحافة المغربية في حاجة إلى تحقيق رهان الجودة عوض العدد
انتقد وزير الشباب والثقافة والاتصال، محمد مهدي بنسعيد تعدد المؤسسات الصحافية بالمغرب، فيما يتعلق بعلاقتها بالجودة، معتبرا أن الهدف، هو “تحقيق معادلة الجودة عوض معادلة العدد، وإن كانت صعبة، خصوصا على مستوى الجهات” وفق تعبيره.
وجاء كلام الوزير خلال كلمة له بالندوة الوطنية التي نظمت بالمعهد العالي للإعلام والاتصال صباح اليوم الأربعاء 10 يولويز 3202 تحت عنوان “المشهد الإعلامي الوطني: 52 سنة من الإنجازات والتحديات”.
وعزز بنسعيد الفكرة السالفة الذكر بقوله بأنه “حتى في الدول العريقة ديمقراطيا، لا يوجد عدد كبير من المواقع الإعلامية داخل جهة لا يتعدى عدد ساكنتها مليون نسمة”، لكنه بالمقابل من ذلك قال إنه “لا يريد أن يفهم من كلامه أن الوزارة أو الحكومة ضد الديمقراطية وحرية التعبير والتعددية”.
وواصل الوزير قائلا إننا “نريد مشهدا إعلاميا قويا بالمحتوى، وبأساليب العمل وباستدامة اقتصادية مهمة” مشددا على أنه “ليس هناك مشكل في انتقاد السياسات العمومية أو الحكومة” قائلا في هذا الصدد إنه “عمل الصحافة”، معتبرا أن هذه الأخيرة “تلعب دورا مهما وأساسيا على مستوى النقاشات العمومية، وتساهم في خلق ذلك النقاش بين الرأي العام والساحة السياسية”.
وزاد مؤكدا: “لا يمكن إنكار أن المشاركة السياسية للمواطنات والمواطنين تعتمد أساسا على مستوى النقاش العمومي داخل بلد معين. لذلك، فإن النقاش العمومي والنقاش المضاد أساسيان في تطور أي ديمقراطية أو عمل سياسي، شريطة احترام أخلاقيات المهنة، وعدم السعي نحو ثقافة ‘البوز'”، وفق تعبير المسؤول الحكومي.
وأشار إلى أنه قد تم الاشتغال في الجانب المتعلق بالتحديات التي تواجه الإعلام، “في إطار مرحلة ثانية من تطور المشهد السمعي البصري؛ بإصدار مرسوم جديد للدعم العمومي يساهم في تبني نموذج جديد للمقاولة الإعلامية وإنهاء الفوضى الحالية التي يعشيها الإعلام” على حد تعبيره.
واعتبر المسؤول الحكومي أن ما أسماه ب”الفوضى” ليس “الإعلام الخاص وحده معنيا بهذا التحدي، بل حتى الإعلام العمومي”، وأوضح أن هناك اشتغال “على دفاتر تحملات جديدة، بمقتضيات يمكن أن تقرب المسافة أو تصالح الرأي العام مع النقاش العمومي، خصوصا السياسي”، مؤكدا استحضار ضرورة وجود “النقاشات المضادة والبرامج الوثائقية حول التراث والثقافة، وما تتوفر عليه البلاد ضمن برمجة قنوات الإعلام العمومي”.
وخلص الوزير الوصي على قطاع الاتصال إلى أن “الإنجازات التي حققها المغرب طيلة 25 سنة تحت قيادة الملك محمد السادس في مختلف المجالات، “تفرض على الإعلام المغربي، الخاص والعام، مواكبة التطورات التي تعرفها البلاد”.
وقال في هذا الصدد إن “خصوم المغرب يحاولون نشر البروباغندا التي تمس المصالح العليا للوطن، وللإعلام المغربي دور مهم في التصدي لهذه المحاولات الفاشلة، لذلك كان الرهان على وجود إعلام مغربي خارج الحدود”، حسب كلامه.