بنسعيد: الحركة الوطنية كانت تريد إدارة الدولة مع صلاحيات رمزية للملك
قال أستاذ علم الاجتماع إدريس بنسعيد إن أول عيد عرش في المغرب كانت الحركة الوطنية هي من اقترحته واحتفت به في بداية الثلاثينات، مشيرا إلى أنها كانت ترى نفسها في الحكومة لإدارة الدولة، على أن يتحول النظام الملكي إلى ملكية شرفية.
خلال حلوله ضيفاً على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، يرى بنسعيد أن الحركة الوطنية ساهمت في خلق وتقوية رمزية الملك، وفي المقابل وجد الملك الراحل محمد الخامس فيها الحليف الاستراتيجي الوحيد أمامه، كون أن القياد والزوايا كانوا آنذاك لأسباب تاريخية حلفاء للاستعمار.
وفي نفس الوقت، يشير ضيفنا إلى أن الحركة الوطنية وخاصة الفريق القوي فيها هو حزب الاستقلال كانت ترى أن “مكانها الطبيعي هو الحكومة لإدارة الدولة، على أن يتحول النظام الملكي إلى ملكية شرفية وقد يتطور إلى ملكية برلمانية مع صلاحيات رمزية للملك”، بحكم أن موازين القوى كانت لصالح الحركة الوطنية، التي استمدتها من كونها مؤسس فكرة الوطنية بالمغرب بشكلها الحديث.
وتحدث بنسعيد عن ظهور استراتيجية جديدة على مستوى النظام المخزني في بداية الاستقلال، حيث أنه قبل الاستعمار كانت البادية هي بلاد السيبة والمدينة بلاد المخزن، إلا أن التحالفات الأولى بعد الاستقلال أدت إلى تحول البادية وأعيانها إلى ركيزة أساسية للمخزن، بينمت أصبحت المدن تعيش هامشاً من الحرية بوجود فئات منفلتة من رقابة السلطة.