بعد ضغط العمال.. ميرسك تنهي استخدام ميناء فرنسي في عملياتها بالمتوسط

أعلنت شركة الشحن العالمية “ميرسك لاين” (Maersk Line) عن وقف استخدامها لميناء “فوس سور مير” الفرنسي ضمن خدمتها في البحر الأبيض المتوسط (C-SLN)، وهو الميناء نفسه الذي شهد، في أبريل الماضي، احتجاجًا من عمال الميناء الذين رفضوا التعامل مع سفينة “نيكسو ميرسك”، المتجهة نحو الدار البيضاء.
وقالت الشركة الدنماركية في بلاغ اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب”: “نود إعلامكم بأنه سيتم إزالة محطة ‘فوس سور مير’ من خدمة SLN / البحر الأبيض المتوسط – C، بهدف تحسين شبكة الخدمة وتعزيز موثوقيتها”.
وفي هذا الصدد، اعتبرت السعدية الولوس الناشطة في الحملة العالمية “ماسك أوف ميرسك”، في حديثها مع صحيفة “صوت المغرب”، أن هذا التراجع من طرف شركة ميرسك “انتصارًا للحركات المناهضة للصهيونية، وحركة المقاطعة (BDS)”. وقالت: “هذا هو هدفنا في حراكنا العالمي”.
وأوضحت الولوس، وهي عضو في السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أنه “ما دامت الحكومات والدول، مثل فرنسا وغيرها، لم تتخذ أي إجراء فعلي لوقف هذه الشحنات، فإن هدفنا على الأقل هو دفع هذه الشركات إلى إعادة حساباتها ومراجعة خسائرها”.
وأضافت أن شركة الشحن الدنماركية “لن تكون قادرة على تحمّل هذا الضغط إلى ما لا نهاية”، مشددة على أن قرارها الأخير بشأن وقف استخدام الميناء الفرنسي “يُعدّ نصرًا في حد ذاته، لأنه يُظهر أن الضغط الذي نمارسه على هذه الشركات له أثر فعلي، وأنها بدأت تنسحب”.
وأعربت المتحدثة عن أملها في أن “تفشل هذه الشركات في مواصلة نقل الأسلحة وقطع غيار مقاتلات F-35″، مشيرة إلى أنه لا بد أن “تُجبر في النهاية على الانسحاب من المغرب، ومن فرنسا، ومن إسبانيا، ومن تركيا”.
وقالت السعدية الولوس: “هذا هو جوهر الحملة التي نقوم بها ضد هذه السفن. وقد نجح المناضلون في فرنسا في منع ميناء من أن يكون محطة لهذه العمليات”. وأضافت: “وسنواصل في المغرب أيضاً هذه الجهود، وسنستمر في الضغط حتى لا يبقى هناك مسار لنقل الشحنات العسكرية لإسرائيل، إلى جانب نشطاء في مختلف الدول المعنية”.
وبدورها، اعتبرت الحملة العالمية “ماسك أوف ميرسك” في بلاغ لها على حسابها الرسمي على منصة “إنستغرام”، أن قرار شركة ميرسك يمثل “نصرًا لحراكهم”. وأشارت إلى أن العمال المحليين المنتمين لنقابة (CGT) في فرنسا رفضوا التعامل مع سفينة “نيكسو ميرسك”، التي تُعدّ جزءًا أساسيًا من سلسلة إمداد مقاتلات F-35، وذلك في ميناء مرسيليا-فوس.
وذكرت الحملة أن شركة “ميرسك”، نتيجة لهذا الضغط، اضطرت إلى “إزالة محطة ميناء كاملة من إحدى خطوطها المنتظمة في البحر الأبيض المتوسط”، لافتة إلى أنه “ومع تصاعد الغضب الشعبي في فرنسا تجاه تواطؤ عملاق الشحن، لم يعد ميناء فوس سور مير جزءًا من خدمة SLN – البحر الأبيض المتوسط – C، التي تربط بين الدار البيضاء وحيفا”.
إضافة إلى إزالة الميناء الفرنسي من خط سير الخدمة، أعلنت الشركة أيضًا عن تعديل في ترتيب التوقف بين الميناءين الإسبانيين “فالنسيا” و”برشلونة”. وأوضحت أن التسلسل المحدث للموانئ في خدمة SLN سيكون على النحو التالي:
الدار البيضاء > الجزيرة الخضراء > ميناء طنجة > مرسين > حيفا > الإسكندرية > فالنسيا > برشلونة.
وأشارت شركة ميرسك إلى أنها “تعمل بشكل مستمر على تقييم وضع السوق واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان استمرارية سلاسل الإمداد بأقل قدر ممكن من التعطيل”، مضيفة أنها “ستقوم بإبلاغ زبنائها بأي تغييرات إضافية في أقرب وقت ممكن”.