بعد وصفه المغاربة بالعلمانيين.. الكتاني: التوفيق يجامل فرنسا ويناقض مشروعية الدولة المغربية
أعرب حسن الكتاني رئيس رابطة علماء المغرب العربي عن استهجانه لتصريحات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، التي وصف فيها المغاربة بأنهم علمانيون من داخل قبة البرلمان، وهو ما أثار نقاشاً واسعاً في الأوساط الفكرية والدينية بالمغرب.
واعتبر الكتاني خلال حلوله ضيفا على برنامج “من الرباط” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن المستهجَن في كلمة وزير الأوقاف أحمد التوقيف، هو أنه أصدر تلك التصريحات في الوقت الذي يُعد فيه “ممثلاً للمؤسسة الإسلامية في الدولة، والتي تخضع مباشرة للملك الذي يوصف بأنه أمير المؤمنين وحامي الملة والدين”.
وقال إن وصف المغاربة بالعلمانيين بصريح العبارة “يناقض مشروعية الدولة التي تعرف نفسها بكونها دولة علوية شريفة وحاكمها أمير للمؤمنين”.
وأشار إلى أنها مجاملة من وزير الأوقاف لوزير فرنسي متطرف عُرف بمواقفه المناهضة للإسلام والمسلمين والتي منها طرده أئمة وخطباء يحملون الجنسية الفرنسية إلى المغرب فقط لأنهم فسروا آية قرآنية لم تعجبه على الرغم من كونهم معروفين بأنهم متساهلون في الدين، منبهاً إلى أن هذه المجاملة “تأتي على حساب مقومات ومشروعية الدولة المغربية وهذا ما يُعد خطيراً في كلامه”.
وأوضح أن ضمان الإسلام لحرية المعتقد وفق الآية القرآنية “لا إكراه في الدين”، لا يعد علمانية “بل هو جزء من الدين الإسلامي”، مشدداً على أن استشهاد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بها “يظل مجاملة”.
وتطرق الكتاني إلى إشكالية يرى أنها تكمن في عدم فهم الإسلام لدى من يروجون للعلمانية، موضحاً أن الإسلام دين شامل ينظم شؤون الحياة كافة، من السلوك الفردي إلى التشريعات السياسية والاجتماعية، مبيناً أن العلمانية لا تتسق مع طبيعة الإسلام، لأنها تلغي ثلاثة أرباع الفقه الإسلامي الذي وضع لتوجيه حياة المجتمع والدولة، وليس فقط العلاقة الفردية مع الله.
وأشار إلى أن رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام جاءت لبناء منهج جديد، “ونسخت كل ما سبق من المجتمعات، لذلك كان يُعد النبي هو رئيس الدولة الإسلامية، وكانت التشريعات تأتي تباعاً تتعلق بالأمور الخاصة مثل العبادات المحضة، وما يتعلق بالشؤون الأسرية، وما يتعلق بشؤون الدولة من تشريعات وعقوبات وبيوع وشراء”، وهذا كله هو ما شكل الفقه الإسلامي، يضيف المتحدث.
وأضاف أن إلغاء العلمانية لثلاثة أرباع الفقه يعني “طاعة ما جاء به الرسول في العقيدة إن شئنا، وأما في غير ذلك فإما نقول سمعنا وأطعنا أو سمعنا وعصينا”، وهذا هو سبب نفور الناس من العلمانية حسب الكتاني “وليس لأنهم لا يفهمونها”.
هذا ووقف الكتاني عند طبيعة القوانين المغربية، مشيراً إلى أنها وضعت في محاولة لإرضاء جميع الأطراف، لكنها لم تحقق رضا أي طرف، وقال: “القوانين المغربية والدساتير رسمت من أجل إرضاء الجميع، لكنها في الواقع لم ترضِ أحداً”.
ولفت إلى التأثيرات السلبية التي خلفتها خمسة قرون الأخيرة من التحجر الفكري حسب تعبيره، معتبرا أن هذه الفترة ساهمت في انتشار الخرافات، وتأخير دور المرأة عن الحياة العامة، مؤكداً في نفس الوقت، أن بعض الفتاوى التي حرّمت تعليم المرأة أو مشاركتها في المجتمع تستند إلى أحاديث موضوعة لا أساس لها.
لمشاهدة الحوار كاملا، يرجى الضغط على الرابط