بعد تأجيلات متكررة.. القضاء يبرئ طلبة الطب المتابعين على خلفية احتجاجات طلابية

قضت المحكمة الابتدائية بالرباط، الأربعاء 22 يناير 2025، ببراءة 27 طالبًا من طلبة الطب والأطباء الداخليين الذين كانوا متابعين في حالة سراح بتهم تتعلق “بالعصيان” و”عدم الامتثال لأوامر السلطة” و”التجمهر غير المسلح وغير المرخص”، وذلك على خلفية احتجاجات طلابية نظمت السنة الماضي.

وكانت المحكمة قد أجلت النظر في هذا الملف الذي يحظى باهتمام الرأي العام أكثر من مرة، كان أولها بتاريخ الأربعاء 23 أكتوبر 2024، ليأتي التأجيل الثاني بتاريخ الأربعاء 20 نونبر 2024 بناءً على طلب من الطلبة، نظراً لتزامن الجلسة مع فترة الامتحانات، ثم تأجيل ثالث في جلسة 8 يناير 2025، قبل إصدار حكمها النهائي اليوم.

ويأتي ذلك بعد توقيف المتهمين خلال مشاركتهم في وقفة احتجاجية أمام المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط في شتنبر 2024، ليتم إطلاق سراحهم صباح اليوم التالي مع قرار متابعتهم في حالة سراح.

وواجه الطلبة والأطباء الداخليون تهماً تتعلق بالعصيان وعدم الامتثال لأوامر السلطة، والتجمهر غير المسلح وغير المرخص، على خلفية مشاركتهم في اعتصام شهد “تدخلاً عنيفاً” من قبل القوات العمومية لتفريق شكلهم الاحتجاجي على تجاهل مطالبهم من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار السابق عبد اللطيف الميراوي.

ومباشرة بعد التعديل الحكومي الأخير، الذي عصف بوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، أعلن طلبة الطب في 8 نونبر 2024، عن توقيعهم لمحضر تسوية مع الوزيرين الجديدين عز الدين ميداوي على رأس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وأمين التهراوي وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تحت إشراف وسيط المملكة.

وقالت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، حينها، إن هذا الاتفاق جاء بعد ما وصفته باليوم الديموقراطي الذي شهدته كليات الطب والصيدلة، حيث صوت الطلبة على المقترح الحكومي، وبعدها التصويت على تعليق الإضراب المفتوح بعد مقاطعة شاملة للدروس النظرية والأشغال التطبيقية التي انطلقت في دجنبر 2023.

وتضمنت التسوية حسب الطلبة استجابة لأغلب مطالب حراكهم المتواصل منذ 16 دجنبر 2023، والذي شمل مظاهرات واعتصامات صحبها طرد وتوقيف، وشكايات وجلسات استماع بمخافر الشرطة ومثول أمام القضاء.