story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بعد انتصار الثورة.. سوري مقيم بالدار البيضاء: رحل الظلم وأخي تحرر شكراً للمغاربة

ص ص

“شعور لا يوصف، خمسون عاماً من الظلم انتهت”. هكذا وصف علي الناشط السوري المقيم بالمغرب منذ عام 2014، مشاعره التي يشاركه فيها كل السوريين خارج أرض الوطن بعد سقوط نظام الأسد وانتصار الثورة السورية.

نهاية 13 سنة من اندلاع الثورة السورية وما صاحبها من حرب وانتهاكات وتهجير، يعيش السوريون المقيمين بالمغرب، اليوم الأحد 8 أكتوبر 2024، لحظات من الفرح والامتنان، تعكس عمق ارتباطهم بوطنهم الأم، وفي الوقت نفسه تقديرهم لما اعتبروه “وطنهم الثاني”، البلد الذي احتضنهم في سنوات المحنة”.

يقول علي خضر العلي المنحدر من ريف دمشق والمقيم حالياً بالدار البيضاء، إن مشاعر السوريين بعد سقوط نظام الأسد “لا توصف”، مشيراً إلى أن هذه اللحظة تمثل تحقيق لحلم انتظروه لعقود طويلة.

وعبر خضر العلي وهو عضو جمعية “البيت السوري”، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، عن فرحته بحرية أخيه المعتقل في سجون النظام السوري منذ عشر سنوات، مشيراً إلى أن اسمه “ورد في اللائحة بين المحررين لكننا حتى الآن لم نره”.

وشدد على أن الفرحة بانتصار الثورة طالت الجميع “حتى من كانوا يوماً ما مؤيدين للنظام، إذ إن المصالحة والتسامح أصبحا جزءاً من هذه المرحلة الجديدة”.

وعبر عن سعادته بلحظة انتظرها السوريون بفارغ الصبر، لخمسين سنة “نشأ الكثير منا خلالها وهو يعاني من الاستبداد منذ طفولته، خمسون عاماً من الظلم والقهر”، مبدياً ألمه في الوقت نفسه لقصص الناجين بعد الثورة من “نساء أنجبن داخل السجون، وأطفالهن كبروا فيها لثماني أو تسع أو عشر سنوات، ومعتقلين خرجوا فاقدين للذاكرة”.

وذكر علي خضر العلي أن النظام الراحل أسهم حتى في تشكل شرخ كبير داخل المجتمع، فضلاً عن الدمار الذي طال الحجر والبشر، ولكد أن الشعور لا يوصف، “ولكن ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل”، معرباَ عن أمله في أن تعود سوريا مزدهرة ومتحدة، “وقادرة على استعادة دورها الريادي بجانب الدول العربية، التي منها المغرب الشقيق”.

وأعرب خضر العلي عن تطلعات السوريين كلاجئين في الخارج تجاه المستقبل بعد انتصار الثورة السورية وسقوط نظام الأسد، موضحاً أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون مرحلة انتقال سلمي، حيث يأمل اللاجئون أن تتمكن الجهات المعنية “من ضمان انتقال سلمي يعزز التسامح بين الأطراف المختلفة”.

وتحدث العلي بإسهاب عن المكانة الخاصة التي يحتلها المغرب في قلوب السوريين، قائلًا: “المغرب ليس مجرد بلد مضيف، بل أصبح وطناً ثانياً لنا. الجميل والعرفان اللذان قدمهما المغرب، ملكا وحكومة وشعباً، سيبقيان ديناً على عاتق السوريين إلى الأبد”.

وأشار إلى أن سنوات الإقامة الطويلة في المغرب، والتي امتدت لأكثر من عقد لبعض السوريين، جعلت الجالية السورية تتأقلم وتندمج بشكل كبير في المجتمع المغربي.

وأضاف: “أطفالنا الذين كبروا هنا أصبحوا يتحدثون الدارجة المغربية، ونجحوا في الاندماج بشكل مميز مع المجتمع”، مشيراً إلى أن الكثير من السوريين المقيمين في المغرب “نجحوا في التوفيق بين انتمائهم لوطنهم الأم سوريا وحبهم للمغرب الذي احتضنهم”.

أما بالنسبة إلى مساهمة السوريين بالخارج في بناء وطنهم، أشار العلي إلى أن اللاجئين الذين قضوا سنوات طويلة خارج سوريا قد اكتسبوا تجارب وخبرات متعددة سواء في أوروبا أو في دول عربية مثل المغرب، وقال: “اللاجئون لديهم كفاءات متنوعة، تمكنهم من العودة لبناء وطنهم في مجالاتهم المتخصصة”، مشدداً على أن هذا التنوع في الخبرات يمكن أن يسهم بشكل كبير في إعادة بناء سوريا في مرحلة ما بعد النظام.

كما شدد على أهمية تعزيز التعاون بين المغرب وسوريا في المستقبل، لافتاً إلى أن الجالية السورية في المغرب قد تشكل جسراً ثقافياً واجتماعياً بين البلدين، مع تأسيس علاقات متينة في المستقبل “تُثمر عن تعاون مشترك يدعم الشعبين في مختلف المجالات”.

من جهة أخرى، لفت العلي إلى أن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ستتم وفق بروتوكولات وشروط دقيقة لهذا الشأن، مشيراً إلى أنه “عندما تستقر الأوضاع وتتوفر الحاضنة السورية للانتقال المدني، يصبح الوضع مهيأً للعودة الطوعية للاجئين وفقا ليروتوكولات الأمم المتحدة مع ضمان الأمن والسلام”.