بعد اعتقال “موفو”..ساكنة فجيج تصعد الاحتجاجات ضد خوصصة الماء
خرج المئات من ساكنة فجيج في وقفة احتجاجية جديدة، مساء أمس الجمعة، هي الخامسة من نوعها منذ توقيف الناشط البارز في حراك المدينة محمد براهمي المعروف بـ”موفو”.
وكان المئات من المواطنين قد خرجوا أمام مقر مفوضية الأمن يوم الأربعاء الماضي، بعد استدعاء الناشط محمد براهمي للاستماع إليه على خلفية شكاية تقدم بها باشا المدينة ضده وضد سيدة أخرى.
وبعد الاستماع إليه تقرر الاحتفاظ بمحمد براهمي تحت تدابير الحراسة النظرية، وتقديمه في حالة اعتقال أمام النيابة العامة.
ونظمت الساكنة وقفة احتجاجية لحظة تواجده بمقر الدائرة الأمنية مطالبة بالافراج عنه.
وفي اليوم الموالي (أول أمس الخميس)، وبالتزامن مع تقديم المعني أمام أنظار النيابة العامة، وهو نفس التوقيت الذي عقد فيه مجلس المدينة دورته العادية لشهر فبراير، خرج العشرات من المواطنين أمام مقر الجماعة حاملين شعارات منددة بالوضع ومطالبة بالإفراج الفوري عن “موفو”.
ولم يتمكن المنتخبون و باشا المدينة من مغادرة مقر الجماعة بعد انتهاء أشغال الدورة، إلا بحضور القوات العمومية التي أمنت مغادرتهم وسط شعارات المحتجين.
وفي الفترة المسائية نظمت الساكنة من جديد وقفة أخرى، وهذه المرة أمام مقر الباشوية، طالبت من خلالها بإعفاء الباشا من مهامه، حيث تعتبره الساكنة جزء “من المشكل” الذي تعاني منه المدينة في الوقت الحالي.
وفي ليلة نفس اليوم، خرجت مسيرة مفاجئة قادها عدد من شبان المدينة، انتهت باعتصام ليلي أمام مقر الجماعة.
وشهدت وقفة يوم أمس الجمعة، بالساحة المقابلة للجماعة والباشوية، حضورا كثيفا للساكنة، وبالخصوص من جانب النساء اللائي يحضرن بكثافة في الوقفات والمسيرات التي شهدتها المدينة منذ انطلاقها أكثر من 3 أشهر.
وفي كلمة له أكد علي ززاح وهو عضو بجماعة فجيج و من الأعضاء الرافضين لانضمام الجماعة إلى مجموعة الجماعات الشرق للتوزيع التي ستتولى في المستقبل تفويت تدبير قطاع الماء للشركة الجهوية المتعددة الخدمات، أن مسيرتهم “بدأت سلمية وستنتهي سلمية”.
ودعا إلى الحفاظ على نفس النهج على اعتبار أن المشكل “ليس شخصي”، بل هو مشكل عام و شعار هذه المعركة هو “لا للشركة، وحتى نكون أوفياء لقسمنا الذي بدأنا به، والانضباط ثم الانضباط حتى تحقيق النصر وأي تهور من أي كان لن نتحمل مسؤوليته” يضيف ززاح.
ورفع المحتجون شعارات تؤكد السير على النهج الذي سار عليه “موفو”، من قبيل “موفو خلى وصية لا تراجع على القضية”، كما رفعوا شعارات تستنكر التوجه نحو تفويت تدبير توزيع الماء للشركة المذكورة بالقول: “المياه مياهنا والقرار قرارنا”.
وفي كلمة مسجلة بعث بها شقيق “موفو”، مصطفى براهمي، إلى المشاركين في الاحتجاجات وعموم ساكنة فجيج، أكد على ضرورة مواصلة الاحتجاجات السلمية، والتعبئة الشاملة لخوض الأشكال الاحتجاجية السلمية وتجنب الدخول في تشنجات أو مواجهات مع أي أحد.
كما طالب المتظاهرين بالحفاظ على السلمية وعدم الانزلاق نحو العنف.
وتجدر الإشارة إلى أن الناشط الفجيجي محمد براهمي، متابع من طرف النيابة العامة بتهم عديدة في مقدمتها إهانة موظف عمومي، والتحريض على الجنح والجنايات دون أن يكون له مفعول و المساهمة في مظاهرة غير مرخص لها، وهي التهم الموجه اليه على اثر الشكاية التي تقدم بها ضده باشا المدينة، على خلفية التصريحات التي ادلى بها براهمي في إحدى المسيرات التي نظمت تضامنا مع إحدى نساء المدينة قال بأن الباشا “أهانها”.
هذه التصريحات اعتبرها باشا المدينة تحريضا بالاعتداء عليه، و قدم بشأنها شكاية، انتهت بوضع براهمي في السجن على أن يحاكم في الجلسة الثانية التي ستعقد يوم الاثنين القادم، بالمحكمة الابتدائية ببوعرفة.
وانطلقت احتجاجات ساكنة فجيج قبل أكثر من ثلاثة أشهر، بعد مصادقة مجلس المدينة على انضمام الجماعة إلى مجموعة الجماعات الشرق للتوزيع، التي ستفوض تدبير توزيع الماء للشركة الجهوية المتعددة الخدمات.
وترفض الساكنة تفويت قطاع الماء لأية شركة، على اعتبار أن الفرشة المائية للواحة مشتركة وأن عيون ومنابع الماء مملوكة لذوي الحقوق من أهل فجيج، ويتصرفون في مياهها وفق أعراف متوارثة أبا عن جد.